• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

يوم في مهرجان التراث العراقي (قصة قصيرة)

سبتمبر 15, 2023 #العراق

تأريخ النشر: 15 سبتمبر 2023 م

كلمات دالة: التراث العراقي, قصص من التراث العراقي, قصة دارمي من التراث العراقي, التراث العراقي القديم, اغاني من التراث العراقي, لبس التراث العراقي, اعدادية التراث العراقي

كانت الشمس مشرقة في سماء العاصمة بغداد، والناس يتوافدون إلى حديقة الزوراء الكبيرة من كل حدب وصوب. اليوم هو اليوم الأول من مهرجان التراث العراقي السنوي، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام. يأتي الناس من جميع أنحاء البلاد للاحتفال بتاريخ وثقافة وتراث العراق العريق.

وقفت سارة ووالدتها سميرة في مدخل الحديقة، مندهشتين من الزحام والحيوية. كان المكان مكتظاً بالعائلات والأصدقاء، يتجولون بين الأكشاك المليئة بالحرف اليدوية التقليدية، ويتذوقون الأطعمة الشعبية، ويستمعون إلى الموسيقى العراقية الحية. شم رائحة الكبة المقلية والتمر الهندي أنوفهما، مما أثار شهيتهما.

قالت سميرة وهي تبتسم “أنا سعيدة لأننا أتينا اليوم. أحب أن أرى تراثنا محتفى به”.

ردت سارة وهي تنظر حولها بفخر “نعم، إنه لمن الرائع أن نرى الجميع معاً هكذا، موحدين في حبنا لتاريخنا وثقافتنا”.

مشت الاثنتان عبر الممرات، متوقفتين عند بعض الأكشاك للتحدث مع الحرفيين ومشاهدة مهاراتهم. في إحدى الأكشاك، رأت سارة امرأة مسنة جالسة خلف منضدة مليئة بالفخار الملون.

سألت سارة “ما اسم هذا الفخار الجميل؟”

ابتسمت المرأة وقالت “هذا يدعى الخزف العراقي التقليدي. يعود تاريخه إلى الحضارات القديمة مثل السومريين والبابليين”.

أخذت سارة إناءً ملوناً وقالت “إنه رائع حقاً. أحب كل هذه الألوان والأشكال المعقدة”.

شكرت المرأة سارة وقالت “نحن نعمل جاهدين للحفاظ على هذه الحرفة التقليدية حية”.

واصلت سارة وسميرة جولتهما في المهرجان، مستمتعتين بالأجواء المرحة. توقفتا عند كشك يبيع الحلويات العراقية، فاشترتا بعض البقلاوة والكنافة لتذوقا طعم الحلوى التقليدي.

بعد ذلك، ذهبتا لمشاهدة عرض موسيقي حي لفرقة تراثية تؤدي الأغاني العراقية الشعبية باستخدام آلات مثل العود والجوزة. رقص بعض الحضور وغنوا مع الموسيقى بحماس. شعرت سارة بالفرح وهي ترى الناس يستمتعون ويعبرون عن حبهم للموسيقى التقليدية.

في المساء، حضرت سارة وسميرة عرضاً للرقص الشعبي، حيث رقص الراقصون والراقصات بأزياء تقليدية بهيجة معبرين عن الثقافات المحلية لمختلف مناطق العراق. كان الأداء مليئاً بالحيوية والفخر.

عندما غادرتا المهرجان في ذلك المساء، شعرت سارة بالسعادة لأنها أمضت يوماً رائعاً تعلمت فيه المزيد عن تراث بلدها ورأت الناس يحتفلون به بفخر. شكرت والدتها على أنها أخذتها وقالت “لقد أحببت ذلك حقاً. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان إلى الأبد!”

ابتسمت سميرة وقالت “نعم يا سارة، إنه مهم جداً بالنسبة لي أن أرى الجيل الجديد مثلك تقدر تراثنا وثقافتنا. أشعر بالأمل لمستقبل بلدنا عندما أرى مثل هذا الحب والاحترام لتاريخنا”.

شعرت سارة بالحماس وهي تفكر في كل ما شاهدته اليوم. كانت سعيدة لأنها تعلمت المزيد عن تراث بلدها الغني، ورأت الناس متحدين في تقديرهم لثقافتهم. عرفت أن هذا التراث هو جزء لا يتجزأ من هويتها كعراقية، وأنها ستفعل كل ما في وسعها للمحافظة عليه ونقله للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *