• الأربعاء. أغسطس 6th, 2025

ذكرى مجزرة شنگال

أغسطس 6, 2025 #العراق

في بداية شهر آب / أغسطس، ستمر الذكرى الحادية عشرة لمجزرة شنگال التي ارتكبها التنظيم الإجرامي والتي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين إضافة إلى أعداد كبيرة من الأيتام والنساء المخطوفات. بعد خطفهن، تم بيع النساء كسبايا في أسواق النخاسة من قبل عناصر التنظيم المزعوم وتعرض الكثير منهن للعنف الجنسي إضافة للتهديد بالقتل بأساليب وحشية إذا رفضن تغيير ديانتهن.

مدينة شنگال بعد معركة التحرير
صورة | مدينة شنگال بعد معركة التحرير | upload.wikimedia.org

بعد تحرير المدينة، بدأت جهود حكومية ودولية هدفت إلى توثيق المجزرة وإصدار تشريعات تُنصف الضحايا والذي أدى إلى إصدار قانون رقم 8 لعام 2021. هنالك أكثر من قصة تاريخية عن أصل تسمية المدينة والأكثر مصداقية هي الجذور الكردية والعربية لأسم المدينة ذات التاريخ العريق.

جرائم وأرقام

في الثالث من آب / أغسطس، ستمر الذكرى الحادية عشرة لمجزرة سنجار/ شنگال حين هاجم عناصر التنظيم الإرهابي المدينة وضواحيها وقتلوا مئات الإيزيديين من الرجال، واختطفوا آلاف الأطفال والنساء. حسب بيان صدر من الأمم المتحدة في العام الماضي، استباح عناصر التنظيم المزعوم في 2014 المدينة المسالمة حيث تم قتل آلاف الرجال، وخطف أعداد كبيرة من النساء وتعريضهنّ لأشكال مختلفة من العنف الجنسي الوحشي، بما في ذلك الاغتصاب والعبودية الجنسية إضافة إلى وجود 2,847 شخصاً في عداد المفقودين.

احتلت النساء الأيزيديات النسبة الأعلى من ضحايا الخطف والعنف الجنسي التي نتجت في الأسابيع التي أعقبت المجزرة. حسب وثائق رسمية، أجبر الإرهابيون النساء على تغيير ديانتهن تحت التعذيب وتم إحراق 19 امرأة وهنّ على قيد الحياة في مدينة الموصل عام 2016 بعد رفضهنّ التخلي عن ديانتهن. حُرم الكثير من الأطفال من ذويهم ووصلت التقديرات إلى وجود 2745 يتيماً في المدينة إضافة إلى عملية تجنيد الكثير من الأطفال في ما يُسمى ” أشبال الخلافة” حين تم تدريب الأطفال على استخدام السلاح وتنفيذ عمليات انتحارية. إضافة إلى ذلك، دفعت المجزرة أكثر من 350 ألف أيزيدي على الفرار من مناطقهم، وحتى الآن، تشير الوثائق الرسمية إلى أن نحو 70-80 ألف نازح أيزيدي لا يزالون يعيشون في مخيمات مؤقتة.

مدينة شنگال
صورة | مدينة شنگال | upload.wikimedia.org

قانون وتاريخ عريق

بدعم من التحالف الدولي، نجحت القوات العراقية في تحرير قضاء سنجار في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2015 وبعدها بدأت الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي في فتح ملف المجزرة وتوثيق عدد الضحايا والمفقودين وعدد النساء اللواتي تعرضن للاختطاف أو العنف أو السبي أوالرق الجنسي. الجهود الحكومية والدولية أدت، لاحقاً، إلى تشريع قانون “الناجيات الأيزيديات” أو ما يُسمى قانون رقم 8 لعام 2021. يهدف هذا القانون إلى توفير الحماية والتعويضات للناجين من جرائم التنظيم الإجرامي، وخاصة الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجنسي والاختطاف. تكمن أهمية هذا القانون في أنه يمثل اعترافاً رسمياً بالجرائم التي ارتكبها التنظيم بحق سكان سنجار، وخطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة والمساءلة. إضافة إلى ذلك، هذا القانون يدعم الناجين على أكثر من مستوى ويحافظ على ذاكرة الانتهاكات التي تعرض لها سكان شنگال ومنع تكرارها في المستقبل.


يمتد تاريخ سنجار إلى ستة آلاف سنة وفي العصر الحديث، تأسست كقضاء تابع لمحافظة نينوى عام 1928 وتبعد حوالي 120 كم غرب مدينة الموصل. اسم المدينة جاء من أصول كوردية أو عربية أو تركية أو فارسية أو آرامية لكن التسمية الكردية والعربية أقرب إلى التصديق من التسميات الأخرى. الاسم الكردي شنگال هو اسم مركب من شنگ ( الجميل) وآل(الجهة) أي الجهة الجميلة أما الاسم العربي سنجار فيعود إلى جبل سنجار الذي يقع في منطقة سنجارة التي سكنها أحد فروع قبيلة شمر منذ مئات السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *