جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتنفيذ عملية عسكرية في شمالي سوريا، قائلاً إنها ستستهدف من تصفهم أنقرة بأنهم “إرهابيون”.
وقال أردوغان أمام البرلمان التركي اليوم الأربعاء: “ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومتراً عند حدودنا الجنوبية. سننظف منبج وتل رفعت”، متوعداً بالتقدم خطوة خطوة في مناطق أخرى.
وأضاف: “سنرى من سيدعم العمليات الأمنية المشروعة التي تنفذها تركيا ومن سيقف ضدها”.
ويواصل الرئيس التركي منذ أسبوع التهديد بشنّ عملية عسكرية ضد مقاتلي “حزب العمال الكردستاني”، وتستهدف أيضاً مقاتلي “وحدات حماية الشعب” التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الغربي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من مغبة تنفيذ هجوم عسكري في سوريا، قائلاً إنه “سيعرّض المنطقة للخطر”.
وحثّ بلينكن تركيا على التزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع عام 2019، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الأربعاء: “القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار”.
وتابع بلينكن: “لا نريد رؤية أي شيء يعرّض للخطر الجهود التي بذلناها لإبقاء تنظيم الدولة الإسلامية في الصندوق الذي حبسناه فيه”.
وكان أردوغان قال الأحد الماضي إن أنقرة لا تنتظر “إذناً” من الولايات المتحدة لشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية.
وكانت الولايات المتحدة تعاونت مع مقاتلين أكراد سوريين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لكن تركيا تعتبر أن هناك مقاتلين أكراد في سوريا تابعين لحزب العمال الكردستاني.
وحذرت “قوات سوريا الديمقراطية” من أن غزواً تركيا سوف يقوض جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي لوكالة أنباء فرانس برس: “منظمتنا تتوقع عملية عسكرية منذ فترة، وفي حال بدأت هذه العملية سوف نوقف حربنا ضد تنظيم الدولة ونتخذ خطوات لمواجهة الغزو التركي”.
وأخبر أردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن اتفاقية موقعة عام 2019 بين البلدين تسمح بإقامة منطقة أمنية عازلة على امتداد الحدود السورية التركية، وقال إنها ستكون ضرورية جداً.
يذكر أن أنقرة نفذت أربع عمليات عسكرية في الجزء الشمالي من سوريا منذ عام 2016، واستولت على أراض تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات المربعة وتوغلت بعمق 30 كيلومتراً.
ويتزامن إعلان تركيا عن عمليتها العسكرية مع معارضتها لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، إذ تتّهم تركيا البلدين وخصوصاً السويد التي تستقبل جالية كبيرة من الأتراك المقيمين في المنفى بإيواء نشطاء في “حزب العمال الكردستاني”.
من جانب آخر، من المتوقع أن تلعب تركيا دوراً أكبر مع وقف تصدير مئات الأطنان من الحبوب الأوكرانية بسبب حصار روسي ما يزيد من مخاوف حدوث أزمة غذائية عالمية.
وستكون إقامة “ممرات آمنة” لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا في 8 حزيران/يونيو على ما ذكر نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو.