• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

بالرغم من أن المسلمين منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر لم يجندوا الأطفال في الحروب، أهمل تنظيم داعش هذه الحقيقة واستغلوا الأطفال في نشاطاتهم الإرهابية، بلا أي وازع أخلاقي أو قانوني. لم يتأخر الدواعش في تجنيد الأطفال واستغلالهم في إرهاب المدنيين أو في تنفيذ عمليات إرهابية أو دفعهم إلى معارك خاسرة. نتيجة لهذه القرارات القاسية التي عرضت حياة هؤلاء الأطفال إلى الخطر، قتل بعضهم وانتهى البعض الأخر في معسكرات احتجاز وسجون في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش.

بعد اتساع نطاق سيطرته على مناطق في العراق وسوريا، أطلق داعش على الأطفال المقاتلين في صفوفه اسم “أشبال الخلافة”.

في سوريا وحدها، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حالات أكثر من 1200 طفل انتموا إلى “الأشبال” خلال عام 2015 . وفي الموصل(العراق)، بلغت أعدادهم 900 طفلا وكانت مصادر التنظيم قد تفاخرت، لاحقا، بتجنيد 4500 طفلا خلال عام واحد في محافظة نينوى في شمال العراق. نشرت قناة فرانس 24 الإخبارية الدولية في عام 2014 تقريرا تضمن تفاصيل مروعة عن أساليب داعش في تعليم وغسيل دماغ الأطفال وتدريبهم على فكر تنظيم داعش المتطرف. وضح التقرير ذاته أن الأطفال الذين كانوا يعيشون في مناطق التنظيم كان يتلقون تعليما مختلفا عن نوعية التعليم الذي يتلقاه الأطفال في أي مكان أخر في العالم. أضاف التقرير أن الأطفال في تلك المناطق كان يتم ” إجبارهم على رؤية مشاهد قطع الرؤوس وتعذيب الأسرى، إلى جانب خضوعهم إلى تدريبات قاسية على استخدام الأسلحة وهذا جزء من دروس يومية في التطرف والعنف.”

في العام ذاته، نشرت صحيفة الإندبندت البريطانية:” أن وسائل الإعلام والدعاية التي أنشأها تنظيم داعش تبث فيديوهات تظهر الحياة في ما سمي بـ “مدرسة الجهاد”. هناك يتم تلقين أطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات طريقة إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية الروسية كلاشنكوف كما يتم تهيئتهم لخوض أهوال الحروب والمعارك، كل هذا تحت غطاء تعليمي جهادي متطرف. نشرت  “مؤسسة الفرقان” (الذراع الإعلامي لتنظيم داعش) مقاطع فيديو تحتوي على أطفال صغار يتدربون على القتال وإعداد الأحزمة الناسفة وسماع محاضرات في العنف والتطرف والتي وصفها خبراء الإرهاب بأنها محاولة إظهار “المدينة الفاضلة” في عالم الدولة الإسلامية المزعومة والطريقة “المثلى” لتنشئة “المجاهدين” في سن مبكرة.

في فيديوهات أنتجتها مؤسسة الاعتصام ميديا (جناح دعائي تابع لداعش)، كان “الأشبال” يجرون تدريبات قتالية أو يحضرون عمليات إعدام الضحايا في الساحات العامة أو يشاركون في تنفيذها ويرددون أناشيد حماسية تعكس ولائهم لداعش وخليفته المزيف. هذه الفيديوهات التي أنتجتها هذه المؤسسة والمؤسسات الأخرى التابعة للتنظيم هي أدلة إضافية تؤكد تورط داعش في عمليات غسيل دماغ الأطفال وتعريضهم للخطر في مناطق النزاع كسوريا والعراق أو في أماكن أخرى. في عام 2016، نشر مركز البيان للدراسات والتخطيط العراقي بحثا عن أساليب داعش في تجنيد الأطفال وإلحاقهم بما يسمى “أشبال الخلافة”. تضمن هذا البحث أساليب توظيف التنظيم للأطفال في نشاطاته التي تضمنت التجسس على المدنيين ونقل المعلومات وإعداد السيارات المفخخة وزرع الألغام وعمليات الاغتيال. وضح البحث أن الإعداد العقائدي الذي مارسه داعش مع الأطفال لم يتطلب جهدا كثيرا وكل ما في الأمر أن عناصر التنظيم قد وظفوا الخطاب الديني المتطرف بهدف زرع الحقد والكراهية على كل من يختلف مع التنظيم ولا حل مع “المختلف” سوى العنف والقتل و”أشبال الخلافة” ملزمون بتنفيذ العقوبات الرادعة التي يقررها قادة التنظيم. تشير معلومات الأمم المتحدة إلى أن تنظيم داعش قد أشرك فعلا أطفالا في معارك وحتى في تفجيرات انتحارية، مما يؤكد بالمحصلة أن هذا التنظيم الإرهابي قد أنشأ مخيمات لتجنيد الأطفال للقتال تحت ستار “مدارس الجهاد” وتحت غطاء التعليم في ما يسوّق له أنه تأسيس لـ”المدينة الفاضلة” المزعومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *