قدم التحالف الدولي دعما على كافة الأصعدة للقوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في حملة تطهير المدن والبلدات في سوريا والعراق من طغيان داعش وأخر معركة كانت معركة الباغوز التي تكللت بالهزيمة الساحقة ونهاية حقبة داعش في البلدين. خلال هذه المعركة والمعارك التي سبقتها، وظف داعش أشبال الخلافة كـ “دروع بشرية” وهو أسلوب رخيص أدانه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والمنظمات المعنية بالطفولة. أستخدم التنظيم الأطفال كمقاتلين في المعارك ووضعهم في الخطوط الأمامية بينما كان “أمراء” داعش يحضرون أنفسهم للهرب إلى “أماكن أمنة”.
بعد معركة الباغوز، أعلنت قسد في بيانات رسمية عن أساليبها في التعامل مع “الأشبال” عبر إجراءات مؤقتة هدفت إلى الحفاظ على سلامتهم حتى الوصول إلى حلول نهائية تتوافق مع المعاهدات الدولية. تم فصل “الأشبال” عن البالغين من عناصر داعش وخصصت لهم مهاجع خاصة بناءً على توصيات من الأمم المتحدة وتم إرسال جداول بقواعد البيانات التفصيلية للأطفال المحتجزين، وبناءً على هذه التوصيات أيضاً أتاحت قسد الفرصة لجميع الجهات والمنظمات الإنسانية التي من شأنها تقديم الدعم للأطفال وإمكانية الوصول إليهم ووضع برامج إعادة التأهيل والحصول على إجراءات العدالة الإصلاحية. حسب بيانات قسد، تم التعامل مع “الأشبال” باعتبارهم ضحايا و في عام2021 تم تنفيذ مجموعة إجراءات وتدابير خاصة تتوافق مع المعايير الأممية الخاصة بحماية الأطفال. دعت قسد الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة وبشكل رسمي لتحمل مسؤولياتها في هذه القضية والبحث عن حلول حقيقية لها وذلك من خلال العمل على إعادة الأطفال غير السوريين إلى بلدانهم بغية إعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم وضمان حقوقهم في العيش طفولة طبيعية.
دعت قسد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضرورة تقديم الدعم الكافي للإدارة الذاتية لشمال – شرق سوريا (التابعة لقسد) لبناء وتجهيز مراكز إعادة تأهيل للأطفال السوريين والأجانب لحين عودتهم الى بلدانهم. بعد محاولة داعش السيطرة على سجن غويران في الحسكة عام 2022، حاول عناصر التنظيم تأخير حسم المعركة التي كانت تجري لصالح قسد المدعومة من التحالف عبر استخدام 700 طفل من “الأشبال” كدروع بشرية حسب بيان صدر من قسد في تلك الفترة والذي حمل إرهابيي داعش مسؤولية إلحاق أي ضرر بهؤلاء الأطفال داخل السجن.
في عام 2022، نشرت صحيفة الإندبندت البريطانية مقالا بعنوان:” العشرات من أشبال الخلافة تخلت حكوماتهم عنهم في سوريا” والذي تضمن تفاصيل عن مراكز الاحتجاز التي تديرها قسد وبرامج إعادة التأهيل المقدمة لهؤلاء الأطفال إضافة لتقدير عدد الجنسيات المكونة لهذا العدد. لا جهود ملموسة من دول هؤلاء الأطفال في أخذهم من هذه المراكز وإعادة تأهيلهم في بلدانهم والذي دفع معظم الأطفال إلى يأس واضح، كما أوضح المقال. أضافت الصحيفة:” أن لدى هؤلاء أمل ضئيل في العودة إلى ديارهم لأنهم موصومون بالعار بسبب ارتباطهم بداعش، وقد تخلت عنهم حكوماتهم.” وأشار المقال إلى أن التنظيم أجبر بعض هؤلاء الأطفال على التدريب كمقاتلين محتملين كجزء من “أشبال الخلافة”. هؤلاء الصبيان من بين أكثر من 40 ألف طفل من سوريا والعراق وعشرات الدول الأجنبية محتجزون في مراكز مترامية الأطراف منذ تفكيك الخلافة المزيفة.