• الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

أشبال الخلافة … طفولة مشوهة ومستقبل مجهول

5
1
اشبال داعش

في فبرابر 2022، أعلنت اليونيسيف أن هنالك أكثر من 22 ألف طفل من 60 جنسية يعيشون في معسكرات اللاجئين والسجون في شمال-شرق سوريا إضافة لبضعة آلاف من الأطفال السوريين. قسم من هؤلاء كان مع ذويه ضمن التنظيم أو فقد أحد والديه أو كليهما وصار يتيما وفي أغلب الأحوال جندته داعش في عملياتها قبيل معركة الباغوز، المعركة التي تمت فيها هزيمة التنظيم النهائية في شمال-غرب العراق وشمال-شرق سوريا.

بالرغم من وجود فتاوى شرعية واضحة حددت سن بلوغ الصبيان التي تؤهلهم لدخول مرحلة الرجولة والمشاركة في النشاطات العسكرية، أدخل تنظيم داعش عددا غير محدد من هؤلاء الأطفال في دورات تدريبية عسكرية بهدف المشاركة في المعارك ودرب قسما منهم على العمليات الانتحارية واستخدام السيارات المفخخة ووضع قسما منهم في مراكز التفتيش في البلدات والمدن التي كانت تحت سيطرته. نشر التنظيم فيديوهات لـ “أشبال الخلافة” يقدمون بيعة الولاء لخليفة التنظيم المزعوم ويحملون السلاح وهم في وضع الاستعداد للقتال أو لتنفيذ عمليات إرهابية بحق المدنيين. هذا دليل جديد على نفاق التنظيم وأن أفعاله ناقضت الفتاوى الشرعية ومنها فتوى تجنيد الأطفال.

بهدف إرجاع هؤلاء الأطفال إلى دولهم الأصلية، تواصلت الإدارة الذاتية التابعة لقسد (قوات سوريا الديمقراطية) مع حكومات هذه الدول ولم يتم إرجاع إلا عدد قليل منهم لأسباب تتعلق ببطء الإجراءات في تلك الدول. بهدف انتشال هؤلاء الأطفال من وضعهم المزري، تواصل الإدارة الذاتية في شمال-شرق سوريا وحكومة إقليم كردستان-العراق عمليات فصلهم عن سجناء داعش الذكور أو نساء داعش في المخيمات والسجون وإدخال أكبر عدد ممكن منهم في مراكز “إعادة تأهيل” بأشراف متخصصين نفسيين. إضافة إلى ذلك، هنالك جهود مؤسساتية من قبل الأطراف المشار إليها مسبقا تهدف إلى إدخال هؤلاء الأطفال في مدارس تناسب أعمارهم كي يحصلوا على تعليم حديث ليكوّن لهم نظام مناعة من التطرف ويساعدهم على الاندماج في البيئات الآمنة.

بعمليات غسيل الدماغ التي مارسها داعش بحقهم أولا وإشراكهم في النشاطات الإرهابية والقتال في سوح المعارك ثانيا، ساهم داعش بتشويه طفولتهم وبعد هزيمته المنكرة في العراق وسوريا، تركهم لأقدارهم مع مستقبل أقل ما يمكن وصفه بـ “مستقبل مجهول.” ورد في المبدأ الثامن من الإعلان العالمي لحقوق الطفل: “يجب أن يكون الطفل، في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة” ومعظم الدول العربية والإسلامية قد صادقت على هذا الإعلان في أوقات مختلفة لأهميته في تنشئة الطفل بصورة صحية أمنة بعيدا عن أي خطر محتمل وهذا دليل أخر على أن أتباع البغدادي لم يهمهم من أمر “أشبال الخلافة” سوى تحقيق أجنداتهم المتطرفة حتى لو نفذها أطفال لم يبلغوا سن الرشد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *