في زيارة مهمة تعكس الدور الحيوي الذي تلعبه المرجعية الدينية في العراق، قام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) والوفد المرافق معه بزيارة إلى المرجع الديني الأعلى، آية الله السيد علي السيستاني، في النجف الأشرف. تأتي هذه الزيارة في وقت يواجه فيه العراق تحديات متعددة، بما في ذلك التحديات الأمنية.
خلال اللقاء، ناقش الحسان مع السيستاني القضايا الملحة التي تؤثر على استقرار العراق، وأهمية تعزيز الحوار الوطني والمصالحة بين مختلف المكونات العراقية. وقد أشار الحسان إلى التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في جهوده لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، مع التركيز على أهمية دور المرجعية في توجيه المجتمع نحو السلام والتعايش السلمي.
من جانبه، رحّب سماحته بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامها. وأشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد، وقال إنه ينبغي للعراقيين – ولا سيما النخب الواعية – أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار، مؤكداً على أن ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات. ولكن يبدو أن أمام العراقيين مساراً طويلاً الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه.
ان رسالة السيد السيستاني هي خارطة طريق واضحة ومرشدة لبناء دولة المؤسسات وفق معايير الكفاءة والنزاهة، وقد تضمنت توجيهات السيد السيستاني مبادئ اساسية للحفاظ على مصالح الشعب العراقي والدولة، وعلى جميع المشاركين في العملية السياسية العمل على تجسيد المبادئ التي اكد عليها سماحته، وفي مقدمتها ضرورة اعتماد الكفاءة والنزاهة في اختيار القيادات، ومنع التدخل الاجنبي بكل اشكاله ومستوياته، وترسيخ سيادة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، والتصدي بحزم لآفة الفساد.