• الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

إنهم يسرقون الآثار، أليس كذلك؟

23 يناير 2023 

كلمات دالّة: الدولة الاسلامية في العراق والشام, داعش, جرائم داعش, حقيقة داعش, الآثار في العراق, الموصل, جرائم داعش, الشرك, تهديم داعش للآثار, تدمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمواقع التراثية, تدمير التراث الثقافي من قبل داعش, العراق, سوريا

بالرغم من ادعائهم أن الآثار في العراق وسوريا هي من رموز الشرك ويجب تحطيمها وبالرغم من أنهم حطموا قطعا قليلة من هذه الآثار أمام شاشات التلفزة بعد احتلالهم الموصل لكن هدف عناصر داعش ليس التخلص من مظاهر “الشرك بالله” وتطبيق أصول الدين كما أعلنوا في بياناتهم غير مرة. أطلق أتباع الخلافة المزيفة البيانات والتصريحات التي تدعو لتهديم الآثار في العراق وسوريا ومصر وغيرها من الأماكن التي تمثل جزءا من التراث التاريخي للمنطقة والوقائع التي كشفتها أجهزة الشرطة في أوربا وأمريكا أثبتت كذب تصريحاتهم.

بين عامي 2014 و2017، قام عناصر داعش بتخريب ونهب أكثر من 1700 موقع أثري في الموصل لوحدها ومعظم هذه الآثار ترجع تاريخيا إلى الحقبة الأشورية (القرن الخامس قبل الميلاد). نفذ عناصر التنظيم الأسلوب ذاته مع الآثار في سوريا حيث حطموا بعض التماثيل المهمة أمام أعين الأهالي وأمام شاشات التلفزة وأدخلوا آلافاً من القطع الأثرية ضمن عمليات سرقة وتهريب منظمتين بغرض الحصول على أموال قدّرت بملايين الدولارات. في يونيو من عام 2015، حطم عناصر التنظيم تمثالا كبيرا في حديقة متحف مدينة تدمر تم العثور عليه في عام 1977 ويعتبر، قبل زمن داعش، معلما من معالم المدينة.

لم تسلم الآثار المسيحية والإسلامية في المنطقة من التخريب والسرقة المنظمة التي مارسها عناصر التنظيم فقد تم هدم مسجد النوري وكنيسة اللاتين في الموصل وسور الرقة وقلعة جعبر وآثار تدمر وغيرها من الأماكن التي تعتبر جزءا من تاريخ المنطقة وتراثها. الدافع الوحيد لجرائمهم هو الحصول على المزيد من الأموال عبر تهريب الآثار إلى خارج المنطقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة برمتها.  

 تعاونت دول المنطقة مع المجتمع الدولي أولا من أجل هزيمة الإرهابيين وتعاونت لاحقا مع الإنتربول والسلطات البوليسية في أوربا وأمريكا من أجل إفشال عمليات بيع الآثار المسروقة من المنطقة. مازال التعاون مستمرا بين حكومات العراق وسوريا ومصر والأردن وبين الأجهزة البوليسية في أوربا والإنتربول من أجل القبض على عناصر التنظيم الذين يتاجرون بالقطع الأثرية التي تم سرقتها خلال فترة احتلال داعش. بطلت كل ادعاءاتهم بأنهم هدموا الآثار للتخلص من “الأصنام” و”الشرك بالله” والوقائع أثبتت أنهم يسرقون الآثار، أليس كذلك؟  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *