سذاجة الشباب، وخداع وأوهام عن حرب مقدسة ضد أعداء الله والحكومة الصومالية قادتني للانضمام لحركة الشباب، ولاحقا الفرار من صفوفها بلا رجعة. هذه وباختصار أعترافات أحد المنشقين عن حركة الشباب فرع تنظيم القاعدة في الصومال والتي سجلها على فيديو أنتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
من الهندسة إلى الإرهاب
وقد أشار المنشق التائب إلى ظروف التحاقه بتنظيم الشباب الصومالي وعمله معهم في قسم الصناعات مؤكدا انه كان يدرس الهندسة الميكانيكية عندما استوقفه أحد أعضاء الحركة في عام 2020 من اجل تجنيده بصفوف التنظيم. وقال انه انضم للتنظيم بالفعل في أغسطس 2020 بسبب سذاجته وطموحه لعمل شيئ جديد في حياته واستياءه من الظروف التي كان يعيش فيها. وأكد المنشق أنه لم يتردد كثير في قبول عرض الانضمام لحركة الشباب بسبب قلة الفرص المتوفرة أمامه وعجزه عن الوفاء بمصاريف الدراسة العالية. وأوضح أن تشبعه بالأفكار الدينية المتطرفة على الأنترنت قبل عملية التجنيد لعبت دورا حاسما في قرار الانضمام للتنظيم.
الدخول سهل والخروج؟
وأشار المنشق عن فرع تنظيم القاعدة في الصومال إلى ظروف انشقاقه بعد ثلاثة أعوام من العمل مع تنظيم الشباب، مؤكدا أنه وصل لهذا القرار بعد اكتشافه الخداع والأوهام التي أستخدمها التنظيم في عملية التجنيد. وأوضح المنشق قائلا: “في البداية أدعوا أننا نحارب أعداء الله والحكومة الصومالية التي لم أكن في وفاق معها. وادعوا كذلك في حينها أن أبناء الصومال الذي يعيشون بالقرب من أماكن الحكومة يعتبرون كفار يجوز استهدافهم.” وأكد المنشق أنه حاول في احد الأيام مناقشة تلك التناقضات مع قائده الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة. وأشار المنشق إلى عجز قائده عن الإجابة عن تلك الأسئلة والشكوك، وقيامه بإصدار قرار لإعادته إلى المدرسة الدينية لتقويم أفكاره. وأشار المنشق إلى توقفه بعد تلك الحادثة عن الخوض في تلك الأمور خوفا من قتلي أو أعتقالي.
صناعة الموت
وأكد المنشق أنه لم يعرف قبل تجنيده أن حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة هي المسؤولة عن العملية الإرهابية التي ارتكبت بمقديشو في 14 أكتوبر عام 2017 وأدت إلى إصابة ما يقارب 300 ومقتل اكثر من 600 صومالي. وأشار إلى لقاءه بعد عملية التجنيد ببعض المشاركين في تلك العملية والذين سخروا من كسل رجال الأمن الصوماليين وعجزهم عن تفيش الشاحنات قبل تفجيرها بسبب إخفاء المتفجرات تحت أكياس ثقيلة من الدقيق والأرز والسكر. وقال المنشق أنه لم يقدر على التحكم بمشاعره وتوقف عن الحديث في الموضوع بعد سماع تلك الجرائم وعقب تأكيد احد المشاركين بالعملية الإرهابية أنه عوقب لفشله في تفجير السيارة الثالثة.
التوبة قبل فوات الأوان
وأكد المنشق أنه لا يريد من هذا الفيديو غير فضح أوهام وخداع تنظيم الشباب، وحث رفاقة على الانشقاق عن هذا التنظيم. وحذر بعض رفاقه الذين انضموا للتنظيم من اجل المال، مؤكدا أنهم لن يفلتوا من العقاب على إزهاق أرواح الأبرياء وأن تلك الأموال سوف تصبح شاهدا عليهم يوم الحساب. ودعا في نهاية الفيديو إلى يقظة رفاقه ومحاولة كسب الأموال عن طرق مشروعة، كما دعا قائدة إلى التوبة والتخلي عن التنظيم محذرا إياه بإفشاء أسمه أن لم يرجع عن هذا الطريق.