أخلت إيران 12 من كبار خبرائها المتواجدين في اليمن لدعم مليشيا الحوثي، وذلك في ظروف محاطة بالسرية قبل نحو أسابيع, مصادر إعلامية أفادت بأن 12هنالك خبيراً إيرانياً غادروا مطار صنعاء الدولي في 22 يناير الماضي , من ناحية أخرى, المصادر نفسها أشارت إلى أن الخبراء الإيرانيين استقلوا طائرة نقلت طاقم سفينة “جلاكسي ليدر”، الذين أفرجت عنهم مليشيا الحوثي في وقت سابق.

على الرغم من أن الهجمات التي ينفذها الحوثيين في البحر الأحمر تفتقر إلى التأثير العسكري الجوهري ولم تحقق أي هدف ملموس، ولا تساهم فعليا في الحصول على مكتسبات على ارض الواقع، يقول محللون بإن تلك الهجمات ليست سوى رسائل إيرانية تُرسل من خلال وكيلها الحوثي، آخر أذرعها النشطة في المنطقة، وفي الوقت نفسه يأمل الحوثيون أن تعزز تلك الهجمات البحرية موقفهم الداخلي أمام خصومهم في اليمن، مع أن ذلك مجرد وهم تروج له إيران داخل اوساط ألميليشيات التابعة لها.

يخاطر الحوثيون بأنفسهم وبالشعب اليمني وذلكَ بتوريطه في صراع دولي يخص أمن الممرات الدولية البحرية، بينما تحركاتهم العسكرية لا تحمل قيمة لها مكتسبات واقعية على الارض ، بل هي تخدم أهدافاً إيرانية بحتة، وهم ليسوا أكثر من وكلاء لإيران في هذا الصراع، حتى وإن حاولوا استغلال ذلك لتعزيز جبهتهم الداخلية، لكن في الوقت نفسه ,يقوم الحوثيون بتعريض أنفسهم وشعبهم لخطر ردود عسكرية دولية وذلكَ نتيجة لأستمرارهم بمحاولات تعطيل الملاحة الدولية في البحر الأحمر والذي بدوره قد يؤدي إلى إضعافهم كثيرا، فالحوثيون يمثلون الحلقة الأضعف من بين مكونات المحور الإيراني الذي انهار خلال مدة زمنية قصيرة، والآن تحاول إيران نفخ الروح في محورها المنهار عبر مليشيا الحوثيين في اليمن.

في البداية، كان انخراط الحوثيين في الحرب ضمن ما يسمى “وحدة الساحات” للمحور الإيراني، بذريعة مساندة قطاع غزة، لكن الهدف الحقيقي وراء ذلك كان جعل التصعيد الإقليمي بعيدا عن الأراضي الإيرانية، بعد أن استشعرت إيران الخطر، جراء قدوم تعزيزات عسكرية أمريكية كبيرة إلى المنطقة، وأدركت طهران أنها أضعف مما تخيلت نفسها خصوصاً بعدَ أنهيار جبهاتها الخارجية التي لطالما أعتقدت ايران انها بعيدة عن المواجهة المباشرة.
ما هو رأيك في هذا الموضوع ؟ أنه مهم بالنسبة لنا.