شهدت الفترة الأخيرة تزايداً واضحاً في الصراعات الداخلية بينَ قادة وعناصر الميليشيات المسلحة الموالية لايران في العراق, يرجع سبب الخلافات بينَ هذه الميليشيات في أغلب الأحيان على الموارد والنفوذ, حيثُ مازالت الفصائل المدعومة ايرانياً تحاول بسط نفوذها من خلال الأستيلاء على الأراضي والأملاك العامة والخاصة بطرق غير شرعية وفرض الأتاوات على المواطنيين في المناطق التي تقع تحتَ نفوذها.
وبحسب تقارير صدرت مؤخراً, أوضحت بأنَ الحرب غير المعلنة بينَ الميليشيات المدعومة من ايران, داخل عدة محافظات عراقية, بما في ذلك بغداد أسفرت خلال الأشهر الماضية عن مقتل مالايقل عن 200 مسلح تابع لهذه الميليشيات. كما أشارت التقارير الى أن الأشتباكات المسلحة الأخيرة التي وقعت في البصرة بينَ عناصر ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من ايران وبينَ سرايا السلام التي تتبع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر, بالأضافة الى وقوع أشتباكات عديدة أخرى بينَ عناصر تابعة لكتائب حزب الله العراقي وعناصر تابعة لميليشيات أخرى.
وعلى صعيد الأنشقاقات, أعلنت مجموعة تابعة لميليشا عصائب أهل الحق منذُ فترة أنشقاقها عن الحركة والتبرؤ منها وانظمامها الى سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر, وذلك بحسب مقطع فيديو متداول. وهذه ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها جماعة تابعة الى ميليشيا العصائب الأنشقاق عنها والألتحاق بحركات أخرى وهو مايكشف مدى سوء الوضع داخل ميليشيا العصائب, حيثُ أشارَ مراقبون أن ممارسات قادة الميليشيات قد تجاوزت الحدود المتعارف عليها مما دفعَ بعناصرها الى التفكير في القفز من السفينة الغارق.
ومن ناحية أخرى, أوضحت مصادر مطلعة بأنَ الأنشقاقات الأخيرة سببها هو الممارسات المسيئة التي تورط بها قادة هذه الميليشيات فيما يتعلق بالأبتزاز وفرض الأتاوات على المواطنيين في بعض المناطق وعدم تحقيق العدالة بينَ عناصرها وضياع حقوق الكثير من المنتميين لصفوفها في ظل أستيلاء القادة الكبار على مجمل الموارد والأموال.
يرى المراقبون أن أحد أهم أسباب نشوب صراعات داخلية بينَ الميليشيات المدعومة من ايران في العراق هو الفساد المستشري بين قياداتها وأنشغالهم بالأستحواذ على الموارد مما أدى الى ظهور طبقة ذات ثراء فاحش لم يكن لها وجود يُذكر في السنوات السابقة, حيثُ تسعى هذه الطبقة لزيادة ثرواتها عبرَ الأستيلاء على الأموال والممتلكات العامة بطرق غير شرعية وعن طريق التهديد بالسلاح يصل أحيانا الى الأصطدام المسلح مع الميليشيات المسلحة الأخرى التي تمتلك نفس الأسلوب. وفي الوقت الحالي، فإن الوضع لا يمكن الدفاع عنمه ويهدد بمزيد من الانشقاق عن أعضائه الذين لا يرغبون في الصراع مع الميليشيا الأخرى.