يعيش اليمنيون منذ سنوات طويلة في دوامة من الفقر والقهربسبب حروب عبثية قضت على الاخضر واليابس. لم تبق لليمنيين سوى مساعدات إنسانية خجولة لا تغني ولا تسمن من جوع. على الرغم من أن اليمن يتلقى واحدة من أكبر المساعدات الدولية نظرا لإدراك المجتمع الدولي قسوة الظروف المعيشية وحدة المجاعة هناك. لكن تبين حسب تقارير جديدة أن هذه المساعدات تخضع لإبتزازات وانتهاكات وعراقيل من طرف بعض المسؤولين الحوثيين.

حسب تقارير عدة، يقوم الحوثي باتباع منهجية الغذاء مقابل المقاتلين خاصة في المناطق التي لا يسيطر عليها بالكامل، وبذلك يمنح شيوخ القبائل صلاحية التحكم في المساعدات الإنسانية مقابل شباب يُزج بهم في حروب الحوثي. وأصدرت التقاريرنفسها أن الحوثيين يرغمون مستحقي المساعدات على التنازل عن جزء من مستحقاتهم من المساعدات ليأخذوها بدلا عنهم.

من أبرز هذه التقارير تقرير مشروع مكافحة التطرف الذى توصل إلى أن جماعة الحوثي أنشأت منظمة خاصة تتحكم بالمساعدات الإنسانية. أطلق الحوثي على هذه المنظمة اسم “المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي” ويشرف على هذه المنظمة القيادي الحوثي أحمد حامد، وهو قائد من أبرز القيادات الحوثية. فما هي مهمة هذه المنظمة؟ وكيف تستغل جماعة الحوثي هذا المنصب لتسرق المساعدات الإنسانية؟

يقوم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بتعيين المؤسسات التي لها الحق في أخذ وتوزيع المساعدات الإنسانية من تلك التي ليس لها الحق في ذلك. فالمؤسسات الداعمة للحوثي تحضى بنصيب الأسد من المساعدات والمؤسسات المعارضة قد تحضى بالفضلات. كما أن التصاريح اللازمة لتوزيع هذه المساعدات يصدرها المجلس حصرا دون مشاورات أو مناورات. تبدو العملية وكأنها تدبير محكم ومنظم هدفه هو توزيع هذه المعونات بعدل تام، لكن طبقا لتقرير مشروع مكافحة الإرهاب فالأمر مختلف تماما.

إذ كشفت هذه التقارير أن 80% من هذه المساعدات كانت من نصيب محافظة صعدة، معقل الحوثيين ومقرهم الرئيسي. فبينما يستغل الحوثي هذه المساعدات ليزداد ثراءا و نفوذا، يعاني اليمنيون باستمرار من شح كل شيء ماعدا الحروب.