قال الجيش الأوكراني إن روسيا استهدفت بالصواريخ ميناء أوديسا بعد ساعات من توقيع اتفاق الحبوب، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أي وقف لإطلاق النار مع احتفاظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ الغزو، سيؤدي لصراع أوسع.
وأوضح الجيش الأوكراني أن صواريخ روسية استهدفت البنية التحتية في ميناء أوديسا على البحر الأسود، مؤكدا أن دفاعاته الجوية أسقطت عددا من الصواريخ في سماء المدينة.
وقد رصد مراسل الجزيرة صاروخين على سواحل مدينة أوديسا خلال تصدي قوات الدفاع الجوي الأوكرانية لها.
يأتي ذلك بعد أن وقعت –أمس الجمعة- روسيا وأوكرانيا اتفاقية -بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة في إسطنبول- لتأمين تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة من موانئ البحر الأسود.
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا المطلة على البحر الأسود.
وقد وصفت الرئاسة الأوكرانية الهجوم الروسي على ميناء أوديسا بعد توقيع اتفاق تصدير الحبوب بـ”التناقض الدبلوماسي”، وقالت إن بوتين وجه ضربة إلى الأمم المتحدة وتركيا عبر الهجوم على الميناء.
من جهة ثانية، قال الجيش الأوكراني إن قواته قصفت بـ7 صواريخ جسرا تسيطر عليه القوات الروسية فوق نهر إنجُوليتس في قرية داريفكا التابعة لمقاطعة خيرسون جنوبي البلاد.
وأوضح الجيش الأوكراني أن الجسر كان يعتبر خط إمداد مهما للقوات الروسية، وأنه تعرّض لأضرار وأعطال نتيجة القصف.
يذكر أن هذا الجسر هو الثاني الذي تعلن القوات الأوكرانية قصفه خلال أيام، بعد جسر أنتونوف في خيرسون.
كما ذكر الجيش الأوكراني أن قواته استهدفت بطائرة مسيّرة مقرا للقيادة الروسية في منطقة زاباروجيا جنوبي أوكرانيا، موضحا أن استهدافه أسفر عن مقتل 3 جنود روس وإصابة 12 وتدمير عتاد وأسلحة.
وبث الجيش صورا قال إنها توثق حجم الدمار الذي لحق بالموقع المستهدف، كما قال الجيش الأوكراني إنه دمر مدفعية هاوتزر للقوات الروسية من طراز 152.
ونشر حساب الجيش على تليغرام صورا التقطت من الجو لما قال إنه استهدافُ المدفعية الأوكرانية لبطارية الهاوتزر، وأضاف أن العملية أسفرت عن تدمير مركبات وذخيرةٍ وتحصينات للقوات الروسية، فضلا عن مقتل عدد من عناصرها. ولم يشر البيان إلى موقع العملية المصورة.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول الترويج لسيطرتها ووجود قواتها في مدينة سيفيرسك في إقليم دونباس شرق أوكرانيا عبر استهداف أحيائها والبلدات القريبة منها، لكن القوات الأوكرانية تصدت لها.
وأكدت هيئة الأركان أن جهود القوات الروسية والانفصاليين منصبة حاليا على مدينتي كراماتورسك وسلافيانسك بشكل خاص، وأنها تستهدف باستمرار مواقع القوات الأوكرانية فيهما.
أما في الجبهتين الشرقية والجنوبية فأفادت هيئة الأركان بأن القوات الروسية استهدفت مدن باخموت وكوستانتينيفكا وحاولت التقدم إلى مدن أفدييفكا ونوفوبافليفكا، ومن محاور المدن المحتلة في زاباروجيا.
وأضافت الهيئة أن القوات الأوكرانية تصدت لذلك التقدم وأجبرت القوات الروسية على التراجع وأوقعت خسائر في صفوف المهاجمين.
وذكر الجيش الأوكراني أن 93 جنديا روسيًّا قتلوا في قصف لقواته على خيرسون جنوبي البلاد.
كما ذكر عمدة ميكولايف (جنوبا) أن انفجارات قوية دوّت في عمق المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة بدوي 3 انفجارات وصفارات الإنذار في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
زيلينسكي يحذر
من جهة ثانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن أي وقف لإطلاق النار يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ الغزو، سيؤدي لنشوب صراع أوسع.
وأضاف زيلينسكي أن تجميد الصراع مع روسيا يعني منح موسكو فرصة للاستراحة وإعادة التسلح لجولة مقبلة.
وشدد في مقابلته مع الصحيفة الأميركية على أن التنازلات الدبلوماسية لموسكو قد تؤدي إلى استقرار الأسواق لكنها ستوفر فقط فترة راحة مؤقتة، وسترتد في المستقبل.
كما شدد على قدرة بلاده الآن على إطلاق 6 آلاف قذيفة يوميا، فيما قال إن موسكو بدأت تعاني من نقص في الذخيرة والقوات.
وقال زيلينسكي إن الشعب الأوكراني يؤمن بضرورة تحرير جميع الأراضي أولا، وبعد ذلك يمكن التفاوض حول ما يجب القيام به مستقبلا.
وكان مكتب الرئيس الأوكراني قد حذر من تأخر وصول المساعدات، مضيفا أن الحرب ينبغي أن تنتهي قبيل حلول الشتاء حتى لا يتفاقم الوضع.
وفي السياق ذاته، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان إن بلاده ترغب بفشل روسيا في أوكرانيا كي تكون درسا لمن يسعى للقيام بعدوان مشابه.
وأكد -في كلمة له بمنتدى أسبن في ولاية كولورادو- أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر وحدة وقدرة من أي وقت مضى.