تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مساء الأحد، مع دخول الحرب في العاصمة والمناطق الغربية من البلاد أسبوعها الثاني عشر، دون أن تلوح في الأفق أية محاولات لإنهاء الحرب سلميا.
وسمع دوي قصف جوي ومدفعي وكذلك نيران أسلحة خفيفة، خاصة في مدينة أم درمان وكذلك في العاصمة الخرطوم.
وقال شهود عيان، تحدثوا لبي بي سي، إن قصفا مدفعيا استهدف عدة مواقع تابعة لقوات الدعم السريع.
من جانبها قالت قوات الدعم السريع، في تغريدة على موقع تويتر، إنها أسقطت طائرة حربية وطائرة مسيرة في مدينة بحري، في تصريحات لم يعلق عليها الجيش على الفور، ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
وقالت وكالة فرانس برس إن مركزا للشرطة ومبنى يضم التلفزيون الحكومي تعرضا أيضا لهجوم، من قبل قوات الدعم السريع.
من يسيطر على الأرض؟
في هذه الأثناء، أكدت مصادر عسكرية أن قتالا عنيفا يدور بين الجيش وقوات الدعم السريع حول محيط مقر سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، من أجل السيطرة عليه.
ويسيطر الجيش حاليا علي هذا الموقع العسكري الحيوي، وسط محاولات مستمرة من قوات الدعم السريع للتوغل إلي داخله.
وكان ناطق باسم قوات الدعم السريع قد أكد لبي بي سي، في وقت سابق، سيطرتهم على معظم المواقع العسكرية في العاصمة.
وظل الجيش ينفي باستمرار هذه المزاعم.
وقال عضو مجلس السيادة الفريق، ياسر العطا، إن الجيش بدأ ما وصفه بالعمليات العسكرية الخاصة في مدينة أم درمان، لتنظيفها ممن وصفهم بالمتمردين.
وأضاف أن الجيش سينقل بعدها العمليات الخاصة إلي مدينتي الخرطوم وبحري.
كان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد دعا الأسبوع الماضي الشباب للانضمام للقتال ضد قوات الدعم السريع، ونشر الجيش يوم الأحد صورا قال إنها لمجندين جدد.
وتطال الحرب الدائرة بين الطرفين المتصارعين مدنا في غرب كردفان وإقليم دارفور، ولا سيما مدينة الجنينة الواقعة في أقصى غرب البلاد، حيث اتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية بالتطهير العرقي.
“اعتداءات جنسية”
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وهي وكالة حكومية، يوم السبت إنها سجلت 88 حالة اعتداء جنسي، مضيفة أنها جزء بسيط من الإجمالي الحقيقي المحتمل، في الخرطوم والجنينة ونيالا عاصمة جنوب دارفور.
ويتهم ضحايا الاعتداء الجنسي في معظم الحالات قوات الدعم السريع بارتكاب هذه الجرائم.
وكانت المحادثات التي استضافتها مدينة جدة برعاية الولايات المتحدة والسعودية قد عُلقت الشهر الماضي، بينما انتقد الجيش محاولة وساطة من دول شرق إفريقيا واتهم دولة كينيا بالتحيز.
وفي الأسبوع الماضي، أعرب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه في مجلس السيادة في البلاد، مالك عقار، عن انفتاحهما على أي محاولات وساطة من جانب تركيا أو روسيا، على الرغم من عدم الإعلان عن جهود رسمية.
وخلف القتال الذي اندلع في السودان في أبريل/ نيسان الماضي آلاف القتلى، وشرد أكثر من مليوني شخص آخرين.