اجتمع العاهل البريطاني تشارلز الثالث بالرئيس الأمريكي جو بايدن في قلعة وندسور، الإثنين، في لقاء هو الأول من نوعه منذ تتويج العاهل البريطاني في مايو/أيار الماضي.
وفي المقر الملكي بقلعة وندسور، غرب لندن، سيحتسي الرئيس الأمريكي الشاي مع الملك تشارلز الثالث، ومن المقرر أن يتحدثا بشكل أساسي عن البيئة، وفقًا للبيت الأبيض، وهو موضوع يشغل الملك منذ وقت طويل.
وسيتبلغان بشكل خاص بنتائج منتدى تمويل المناخ في البلدان النامية، والذي يشارك فيه في وندسور المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري.
وهذا اللقاء سيكون الأول بينهما منذ تتويج الملك تشارلز رسميا في مايو/أيار الماضي.
وكان بايدن وزوجته جيل قد حضرا جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ووصل بايدن إلى وندسور بعد اجتماع مقتضب مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أكّدا خلاله على متانة العلاقات الثنائية، عشية قمّة مهمّة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” في ليتوانيا سيُطرح خلالها الدعم لأوكرانيا.
وبعيد قرابة 40 دقيقة من وصوله إلى مقرّ رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت، غادر بايدن على متن سيارة الليموزين السوداء المصفّحة الخاصة به المعروفة باسم “ذا بيست” (الوحش)، قبل أن ينتقل إلى قلعة وندسور حيث سيحتسي الشاي مع الملك تشارلز الثالث.
وبعدما استقبله سوناك على درج داونينغ ستريت، أشاد بايدن، قبل احتساء الشاي في الحديقة، بالعلاقة “القوية مثل الصخر” بين البلدين.. وقال “لم أقابل أبدًا صديقًا بهذا القرب وحليفًا بهذا الكبر”.
من جهته، قال سوناك إنّ واشنطن ولندن هما “اثنان من أقوى الحلفاء” داخل حلف الناتو.
وجاءت هذه الزيارة المقتضبة بعد يومين من قرار واشنطن المثير للجدل بتزويد كييف ذخائر عنقودية، وهو سلاح محظور من معظم أعضاء حلف الناتو.
وعلى غرار ردود الفعل المربكة للحلفاء الأوروبيين، قال سوناك السبت إن بلاده وقعت على اتفاقية أوسلو 2008 التي تحظر إنتاج واستخدام هذه الأسلحة و”لا تشجّع” على استخدامها.
وأضاف “سنواصل القيام بدورنا في دعم أوكرانيا”، مؤكدا أنّ لندن هي ثاني أكبر مورّد للمساعدات العسكرية إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي.
وعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، قبيل وصول بايدن إلى لندن، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان إن الاختلاف في الموقف بين واشنطن ولندن “قانوني”.
وأضاف أنّه “رغم كون المملكة المتحدة موقعة على اتفاقية أوسلو فيما الولايات المتحدة ليست كذلك، يبقى بايدن وسوناك على نفس الصفحة استراتيجيًا بشأن أوكرانيا”، مشددًا على العلاقة الجيدة بين المسؤولَين.
وأثار غياب الرئيس الأمريكي عن حفل تتويج تشارلز الثالث الذي حضرته السيدة الأولى جيل بايدن نيابة عنه في مايو/أيار الماضي، وانتقاداته للطريقة التي تعاملت بها لندن مع وضع أيرلندا الشمالية بعد بريكست، انتقادات في المملكة المتحدة.
لكن خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى واشنطن في يونيو/حزيران الماضي، أكد بايدن أن أمريكا ليس لديها “حليف أقرب” من المملكة المتحدة.
وكان الزعيمان بحثا الوضع في أوكرانيا وأقاما شراكة اقتصادية جديدة دون إبرام اتفاقية تجارة حرة، وناقشا القضايا المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي.
وبعد قمة لندن وحلف شمال الأطلسي في فيلنيوس يومي الثلاثاء والأربعاء، يتوجه بايدن إلى فنلندا للاجتماع مع قادة دول الشمال.