بعد أن بدا أنه على وشك الانهيار، أكدت حماس أنها ملتزمة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين “وفقاً للجدول الزمني المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار”. وبدأت رئيسة البرلمان الأوروبي زيارة لقطاع غزة هي الأولى لقائد أوروبي منذ عقد.
أشارت حركة حماس اليوم الخميس (13 شباط/فبراير 2025) إلى أنه من الممكن تجنب أزمة تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على الرغم من حالة الغموض بشأن عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت والخلافات حول وصول المساعدات إلى القطاع.
وبدا اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يفترض أن يستمر 42 يوماً، على وشك الانهيار هذا الأسبوع وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وقالت حماس إنها لا ترغب في انهيار الاتفاق، إلا أنها رفضت ما سمته “لغة التهديد والوعيد” من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال نتنياهو وترامب إن وقف إطلاق النار سينتهي إذا لم يُطلق سراح الرهائن.
وذكرت الحركة في بيان “تؤكد حماس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد”.
خليل الحية في القاهرة لإجراء محادثات
ويزور وفد من الحركة بقيادة رئيس حماس في غزة خليل الحية القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، وتقول الحركة إن الوسطاء المصريين والقطريين أكدوا مواصلة الجهود “لإزالة العقبات وسد الثغرات”.
واتهمت حماس إسرائيل هذا الأسبوع بعدم احترام شروط الاتفاق التي تدعو إلى زيادة كبيرة في تسليم المساعدات وقالت إنها لن تسلم إسرائيل الرهائن الثلاث المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت إذا لم يتم حل الأزمة. ورداً على ذلك، أمر نتنياهو باستدعاء جنود الاحتياط وهدد باستئناف العمليات القتالية التي توقفت منذ ما يقرب من شهر ما لم تتم إعادة الرهائن.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ومن طرفه، أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الخميس أن على حركة حماس “إطلاق سراح ثلاثة رهائن أحياء” السبت تنفيذاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإلا فستستأنف إسرائيل الحرب. وشدد مينسر على أن “تفاهمات وقف إطلاق النار توضح أنه يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن الثلاثة أحياء يوم السبت”. وأضاف “إن لم يتم إطلاق سراح هؤلاء الثلاثة، ولم تعد لنا حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي”.
مصر وألمانيا تبحثان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار
واستعرض وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الخميس، جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بكافة بنوده ومراحله الزمنية الثلاث، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع. جاء ذلك خلال لقاء عبدالعاطي وبيربوك في باريس اليوم، على هامش الاجتماع الوزاري حول سوريا.
رئيسة البرلمان الأوروبي تزور قطاع غزة
وبدأت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، اليوم الخميس، أول زيارة يقوم بها أحد قادة الاتحاد الأوروبي لقطاع غزة منذ أكثر من عقد. وقالت ميتسولا في بيان: “في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم، أردت أن أكون هنا لأؤكد وأشهد بشكل مباشر الدور المحوري لأوروبا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وأكدت ميتسولا على أن “أوروبا مستعدة لتعزيز مشاركتنا وبذل ما في وسعنا للمساعدة في إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتمهيد الطريق لزيادة المساعدات ووضع حجر الأساس لسلام مستدام”.
وخلال زيارتها للشرق الأوسط، التقت ميتسولا بوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. ومن المقرر أيضا أن تجري محادثات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ومع القادة الفلسطينيين في رام الله. وذكر البيان أن ميتسولا تسعى للحصول على فهم أعمق لعمليات إيصال المساعدات الإنسانية خلال زيارتها التي تستمر يومين.
تطورات ميدانية على الأرض
أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنّه قصف قاذفة صواريخ في قطاع غزة بعدما رصد إطلاق صاروخ قال إنّه سقط داخل القطاع الفلسطيني. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه “ضرب قاذفة صواريخ تمّ رصد إطلاق (صاروخ) منها في قطاع غزة”، وذلك بعدما أعلن أنّ صاروخاً أُطلق من غزة سقط في القطاع الفلسطيني.
كما لقي طفل فلسطيني (14 عاماً) حتفه اليوم الخميس، جراء انفجار صاروخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة. وأفاد مسؤول أمني فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، بأن فريقاً من مهندسي المتفجرات كان يعمل على تفكيك صاروخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي، إلا أنه انطلق بشكل مفاجئ وسقط في المنطقة، ما أدى إلى مقتل طفل كان متواجداً في المكان.