على خلفية تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، البلدين الجارين والعضوين بحلف الناتو، تدخل الأخير داعيًا إلى تسوية تلك الخلافات.
فمن “عودوا إلى رشدكم”، إلى “لن ندخل في مهاترات”، كانت لغة تصعيدية بين تركيا واليونان غلبت على الخطاب الرئاسي للبلدين، على وقع تصاعد الخلافات بينهما في بحر إيجه.
وفي محاولة من “الناتو”، لنزع فتيل الأزمة الآخذة في التصاعد، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، اليونان وتركيا إلى “تسوية خلافاتهما في بحر إيجه”، مضيفًا: “نحث اليونان وتركيا على تسوية خلافاتهما في بحر إيجه بروح الثقة والتضامن بين الحلفاء”.
ضبط النفس
وأوضح ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء اليونانية أن “ذلك يعني ضبط النفس والاعتدال والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الموقف”.
وأكد الأمين العام للحلف أنه “لا ينبغي أن نتفاجأ بوجود خلافات قوية أحيانا بين الدول الأعضاء في الحلف”، مشيرًا إلى أن “تنوع الآراء والجدال هو جزء لا يتجزأ من ديمقراطياتنا”.
وتابع: “اليونان وتركيا حليفتان ملتزمتان منذ عقود. وفي كل يوم، تعمل اليونان وتركيا في حلف الشمال الأطلسي جنبًا إلى جنب مع 28 من الحلفاء الآخرين، لتجاوز تحديات الأمن الأكثر إلحاحًا”.
تأتي المقابلة بعد أسبوعين من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يلتقي القادة اليونانيين بعد الآن، متهمًا إياهم بعدم “النزاهة”، فيما رد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بأنه لن “يدخل في مهاترات” مع أنقرة.
نزاع بحري
وتخوض الدولتان الجارتان والمنضويتان في حلف شمال الأطلسي نزاعا حول الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الطاقة في أجزاء من بحر إيجه وشرق البحر المتوسط.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، دعت اليونان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة “تركيا رسميا إلى وقف التشكيك في سيادتها على جزر بحر ايجه”.
وأكدت السلطات التركية من جانبها مؤخرًا أنها لن تعقد لقاءات ثنائيّة مستقبلية مع اليونان متهمة إياها بتسليح جزر بحر إيجه التي تفصل بين البلدين، في انتهاك لاتفاقيات السلام الموقعة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وبعد أن ألمحت أنقرة الأسبوع الماضي إلى أن سيادة بعض الجزر اليونانية في بحر إيجة قد تكون موضع شك، أرسلت أثينا رسائل إلى الأمم المتحدة تشكو تركيا، إلا أن الرئيس التركي صعد من هجومه ضد اليونان، قائلا “عودوا إلى رشدكم”.