بعد تحرير الموصل وتحقيق الهزيمة النهائية، يمر داعش في العراق، اليوم، بحالة ضعف واضحة تتزامن مع زيادة وعي المواطنين بخطورة هذا التنظيم الإرهابي.
وهذا يؤدي إلى إلى زيادة تعاون المواطنين مع السلطات المختصة في الإبلاغ عن نشاطات الإرهابيين أو مواقع مضافاتهم ومخازن أسلحتهم. تتصدى القوات الأمنية العراقية لنشاطات داعش في العراق وتنفذ مهمة مواجهة الإرهاب بجدية وتتعاون مع المواطنين بهدف تطهير البلد من هذا السرطان الخبيث عبر عمليات متواصلة وأخرها تم تنفيذها في الأسبوع الأول من هذا العام في منطقة حمرين.
ضربة موجعة في حمرين
...
في سلسلة جبال حمرين (محافظة كركوك – شمال العراق)، نفذ جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يوم 6 كانون الثاني / يناير عملية تفتيش للمنطقة أدت إلى تدمير مضافة للتنظيم الإرهابي نتيجة لقصف نفذته إحدى طائرات السلاح الجوي. تستمر عمليات ضرب مضافات التنظيم ومصادرة أسلحتهم وتستمر الضربات الموجعة الموجهة للإرهابيين وعقب نجاح هذه العملية أصدر جهاز مكافحة الإرهاب بياناً جاء فيه:”العمليات الاستباقية وتكثيف الجهود الاستخبارية كان لها الأثر الواضح في لجم العناصر الإرهابية وتطهير الأرض من دنسهم، إذ نجحت قواتنا الأمنية في تطويق تحرك العناصر الإرهابية المنهزمة واستأصلتها في مكانها”.
من ضعيف إلى أضعف
تعرض التنظيم لأكثر من ضربة وجهتها له القوات الأمنية العراقية التي أعلنت في العاشر من كانون الثاني / يناير من هذا العام حصيلة العمليات التي نفذتها ضد داعش في العراق خلال عام 2024. حسب البيان الذي أصدرته القوات العراقية، كانت حصيلة العمليات التي تم تنفيذها في العام الماضي 344 عملية وأسفرت عن مقتل 70 إرهابيا واعتقال 144 عنصراً وتدمير 310 من مضافات داعش في أماكن متفرقة من البلاد. إضافة إلى ذلك، وحسب البيان ذاته، تم قتل ما يسمى والي العراق وثمانية من أبرز مساعديه في التنظيم الإرهابي في تشرين الأول / أكتوبر من العام المنصرم. في التاسع من ديسمبر من عام 2017، أعلن العراق تطهير البلاد من “تنظيم الدولة” المزعوم وفرض السيطرة الكاملة على البلاد ومع هذا بقت جيوب التنظيم الإرهابي في بعض المناطق الصحراوية والجبلية واستمرت عمليات تطهير البلاد من هذه الجيوب عبر التعاون والتنسيق بين المواطنين والقوات الأمنية العراقية. ساهمت هذه العمليات في استعادة الأمن والأمان للمناطق التي حاول داعش نشر الفوضى فيها وأدت هذه العمليات إلى وضع التنظيم وعناصره من ضعيف إلى أضعف والجهود مستمرة حتى اليوم في دفع داعش إلى حالة الزوال التام.