• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

في عام 2014، أعلن أبو بكر البغدادي من الموصل (شمال العراق) بداية عهد خلافته المزيفة لـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو كما عرفت لاحقا بـ “داعش” ودعا المسلمين في الشرق والغرب إلى مبايعته ومساندة دولته المزعومة.

إعلام داعش

خلال العام ذاته، أرتكب عناصر التنظيم الكثير من المجازر والجرائم في شمال-غرب العراق وشمال-شرق سوريا في المدن والبلدات التي سيطروا عليها تحت غطاء الدين وبوسائل إرهابية روعت المسلمين قبل غيرهم. أرتكب عناصر التنظيم مجزرة الشعيطات ومجزرة البو نمر ومجزرة سبايكر وقتلوا المسيحيين في وادي نينوى (شمال العراق) وصادروا ممتلكاتهم وقتلوا الرجال الأزيديين وأخذوا النساء الأزيديات سبايا وعرضوا أكثر من 7 آلاف امرأة في أسواق الرق الجنسي. في الوقت ذاته، عرض التنظيم مقاطع فيديو عبر وسائطه الإعلامية تضمنت مشاهد حرق الضحايا أو قطع الرؤوس أو مشاهد تهديم آثار نفيسة أو كنائس ومساجد ومعابد لها قيمة تاريخية وثقافية في وجدان سكان الشرق الأوسط.

لم يكن داعش أول تنظيم إرهابي يوظف الإعلام لخدمة أهدافه لكن هذا التنظيم قد استغل الإعلام إلى أقصى حد ممكن وتجاوز كل التنظيمات الأخرى في هذا الأمر. من الملفت للانتباه هو امتلاك داعش لوزارة إعلام افتراضية (ديوان الإعلام المركزي) ولم يكن هنالك مقر رسمي لهذه الوزارة على الأرض في الرقة، عاصمة الخلافة المزعومة، ولا في أي مدينة أخرى تحت سيطرة التنظيم والسبب هو الخوف من أن تستهدف هذه الوزارة من قبل قوات التحالف الدولي والجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). تشير المصادر إلى أن البغدادي قد خصص ما يقارب المليون دولار أمريكي كميزانية لتلك الوزارة الافتراضية وأدواتها من محطات راديو وتلفزيون ومواقع إنترنت وغيرها.

وظف داعش وسائل الإعلام التقليدية والحديثة على حد سواء بهدف نشر أجندته المتطرفة وتجنيد المزيد من المقاتلين من دول مختلفة. أمتلك التنظيم قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية ومجلات إلكترونية توفرت في مواقع الإنترنت والتي أصدرها التنظيم بأكثر من لغة بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الأفراد الذين يمكن أن يكونوا في جانب المتعاطفين مع داعش أو في خندق المجندين الجدد الذين سيلتحقون به لاحقا. وظف التنظيم أيضا وسائل الإعلام بهدف جلب النساء من جميع أنحاء العالم إلى مناطقه عبر طرق كثيرة كالتهريب وقصة عروس داعش وغيرها من القصص خير دليل على سعيه على تزويد عناصره بالخدمات الجنسية تحت مسميات مختلفة.

استغل داعش الإعلام المرئي والمسموع لخدمة أغراضه الترويجية وهكذا أنشأ أذرع إعلامية له كإذاعة “البيان” وتلفزيون “مركز الحياة الإعلامي” إضافة إلى شبكة “أعماق” الإخبارية وهي خدمة إخبارية عبر الإنترنت. إضافة إلى ما سبق، امتلك داعش مؤسسة “الفرقان” و”الاعتصام” التي تخصصت ببث المعارك في سوريا والعراق. توجد أيضا مؤسسة “أجناد” التي تخصصت بتسجيل الأناشيد الجهادية المصاحبة لمقاطع الفيديو المصورة لعمليات داعش. كما توجد مؤسسة “البتار” و”الخلافة” وقناة “الحياة” المتخصصة بالحوارات المتلفزة مع قيادات داعش كما كان لكل “ولاية” وسائلها الإعلامية الخاصة بها التي تركز على الشأن المحلي للولاية وترويج الفكر المتطرف وتجنيد عناصر جدد وترويع المدنيين عبر بث مقاطع فيديو تضمنت عقوبات التنظيم القاسية بحق الضحايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *