قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وتأتي زيارة بلينكن بعد أن كشفت بلاده عن مساعدات عسكرية جديدة تقدر قيمتها بنحو 2.7 مليار دولار لأوكرانيا ودول مجاورة لها لمواجهة روسيا.
وتعد رحلة بلينكن السرية الثانية له إلى كييف منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
ومن المتوقع أن يجري بلينكن محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واعتمدت الولايات المتحدة بالفعل أربعة مليارات دولار في صورة قروض وهبات لأوكرانيا ودول مجاورة لها، في العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران.
وقالت المسؤولة الأمريكية إن الوزير”أراد بشدة أن تأتي هذه الرحلة الآن لأنها لحظة بالغة الأهمية لأوكرانيا”. وأشارت المسؤولة إلى هجوم مضاد قامت به أوكرانيا بعد نحو سبعة أشهر من بدء اجتياح روسي شامل لأراضيها. وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمس الأربعاء أن قوات بلاده استعادت السيطرة على مواقع عديدة في منطقة خاركيف.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الرئيس جو بايدن وافق على إرسال أسلحة إضافية بقيمة 675 مليون دولار إلى أوكرانيا، خلال اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بالدفاع عن أوكرانيا.
واجتمع عشرات من وزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا لمناقشة كيفية مواصلة دعم أوكرانيا على المدى الطويل في مواجهة الغزو الروسي.
وقال أوستن إن الاجتماع سيناقش كيف يمكن للدول العمل معا لتدريب القوات الأوكرانية وتحسين قواعدها الصناعية الدفاعية على المدى الطويل.
وأضاف: “هذه هي المرة العشرين التي تسحب فيها إدارة بايدن معدات من مخزونات الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي”.
وأشار إلى أن حزمة المساعدات ستشمل مدافع هاوتزر عيار 105 ملم، وصواريخ “جي إم إل آر إس” دقيقة التوجيه، وذخيرة مدفعية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن لديه “أنباء سارة”، بشأن نجاح قواته في استعادة بعض المناطق السكنية من القوات الروسية.
وقد انتشرت أنباء على مدى أيام حول اختراق محتمل للقوات الأوكرانية للدفاعات الروسية في منطقة خاركيف الشرقية، لكن لم يكن هناك تصريحات من المسؤولين الأوكرانيين.
ورفض زيلينسكي تحديد الأماكن التي تمت استعادتها، قائلا إن “الوقت الحالي ليس وقت تسميتها”.
وفي سياق منفصل، قال مسؤولون أمريكيون إن أوكرانيا تحقق “تقدما بطيئا ولكن له أهمية” ضد القوات الروسية.
وقال الرئيس زيلينسكي، متحدثا في خطابه الليلي بالفيديو إلى الأوكرانيين، إن هناك “أخبارا سارة” حول ما يُشاع عن نجاحات للقوات الأوكرانية.
وقال “أعتقد أن كل مواطن يشعر بالفخر بجنودنا”، متحدثا عن وحدات عسكرية محددة، مشيدا بشجاعتها في القتال.
لكنه قال: “الآن ليس الوقت المناسب لتسمية المناطق السكنية التي رفعنا عليها العلم الأوكراني مجددا”.
وشددت أوكرانيا من إجراءاتها الأمنية في الأسابيع الأخيرة، ولم تعد تنشر تفاصيل كثيرة حول هجوم مضاد متوقع على نطاق واسع في الشرق والجنوب.
ونفذ الجنود الأوكرانيون هجوما جنوب شرق خاركيف، باتجاه منطقة دونيتسك الشرقية، والتي حافظت روسيا على سيطرتها العسكرية القوية عليها منذ بدء الحرب قبل ستة أشهر.
وتشير بعض التقارير إلى أن القوات الأوكرانية قد تكون على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة إيزيوم، وهي حلقة وصل مهمة في سلسلة الإمدادات العسكرية للقوات الروسية.
ومن جانبه أشار كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة، إلى أن أداء القوات الأوكرانية كان أفضل من القوات الروسية في بعض المناطق.
وقال أثناء مشاركته في فعالية في الولايات المتحدة، “الوقت مبكر. أعتقد أن الأوكرانيين يحرزون تقدما بطيئا لكن له مغزى. وسنرى كيف تسير الأمور”.
ونقلت وكالة رويترز قوله، “لكنني أعتقد بالتأكيد أن الأمور تسير بشكل أفضل على الجانب الأوكراني الآن في الجنوب أكثر مما هو بالنسبة للجانب الروسي”.
ومع ذلك، لا يزال الوضع محفوفا بالمخاطر.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في تحديثها الليلي يوم الأربعاء، إنها “صدت جميع الهجمات الروسية” في منطقتي خاركيف ودونيتسك، لكن كلا الجانبين استمر في تبادل القصف المدفعي والضربات الجوية، مما ألحق أضرارا بعشرات الأماكن المختلفة.
كما قال الرئيس زيلينسكي يوم الأربعاء، إن الميزانية الوطنية لأوكرانيا العام المقبل ستكون ميزانية بلد في حالة حرب، مع إنفاق أكثر من تريليون هريفنيا (27 مليار دولار) على الدفاع.
لكنه وعد بالمحافظة على مجالات الإنفاق الاجتماعية الأساسية مثل المعاشات.
ومع ذلك، فقد حذر زيلينكسي من أنه “من الضروري تقليل جميع النفقات غير الملحة قدر الإمكان” – “كل ما لا يساعد في الدفاع، لا يساعد في التنمية الاقتصادية للبلاد، وتوفير الخدمات الاجتماعية والثقافية لشعبنا”.
بشكل منفصل، أثار مراقبو الولايات المتحدة والأمم المتحدة مخاوف بشأن مصير المدنيين في أوكرانيا مع استمرار الحرب.
وأعربت مسؤولة كبيرة في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن قلق المنظمة بشأن نزوح الأشخاص في أوكرانيا، وخاصة مصير الأطفال.
حذرت إيلز براندز كيريس مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان، من “مزاعم موثوقة عن عمليات نقل قسري لأطفال غير مصحوبين بذويهم إلى الأراضي المحتلة من جانب روسيا، أو إلى الاتحاد الروسي نفسه”.
وقالت إن وكالتها قلقة من أن روسيا قد انتهجت “إجراء مبسطا” لمنح هؤلاء الأطفال الجنسية الروسية، ومن المحتمل أن يتم تبنيهم في أسر روسية.
وأضافت أن مثل هذه التحركات تنتهك اتفاقية جنيف.
وقالت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء أيضا، إنها تشعر بالقلق إزاء حركة إجبارية مماثلة لنقل مواطنين أوكرانيين، لكن للبالغين.
واتهمت وزارة الخارجية الأمريكية الكرملين بوضع قوائم بأسماء الأوكرانيين لإجبارهم على دخول مناطق من البلاد تحت السيطرة الروسية في إطار ما أسمته “عمليات التنقية”.
وقال المتحدث فيدانت باتيل: “التنقية كلمة مجردة من الإنسانية، وتصف الحملة الضخمة التي شنها الكرملين للسجن والترحيل القسري أو إخفاء المواطنين الأوكرانيين الذين ترى موسكو أنهم قد يشكلون تهديدا محتملا”.
وأضاف أن “ضحايا التنقية ليس لديهم خيار سوى الخضوع أو مواجهة عواقب وخيمة”.
ووصف النظام بأنه عملية واسعة النطاق ومتقدمة تتضمن تكنولوجيا مثل التعرف على الوجه وتتبع الهاتف – وقال إن الولايات المتحدة لديها أدلة تربط مسؤولي الكرملين بالمشروع.