حتى بعد تغيير النظام في سوريا في كانون الأول / ديسمبر الماضي، لم تغير القوى الفاعلة على الأرض أهدافها المتمثلة في مكافحة نشاطات الإرهابيين في البلاد ومنها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

لم تتوقف قسد عن مطاردة عناصر التنظيم الإرهابي في شمال-شرق سوريا عبر عمليات أمنية ناجحة وأخرها العملية التي أدت إلى اعتقال الإرهابي أبو زكريا يوم الثالث من هذا الشهر. بهدف تقليل معاناتهم، تستمر إجراءات نقل سكان الهول إلى بلدانهم الأصلية وأخرها تسليم عدد من سكان المخيم إلى ألمانيا كما لم تتوقف الجهود الرامية إلى نقل العوائل من المخيم إلى مدن وبلدات في سوريا بهدف تقليل عددهم ومعاناتهم على حد سواء.

اعتقال أحد القادة

في الثالث من هذا الشهر، نفذت قسد عملية أمنية ناجحة في ريف دير الزور الشرقي أدت إلى اعتقال قيادي في التنظيم الإرهابي مع مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. ذكرت قسد في بيان:” نفذت فرق العمليات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من قوات التحالف الدولي عملية أمنية خاصة ودقيقة استهدفت إلقاء القبض على متزعم خطير لتنظيم داعش”. أضاف البيان أن عملية ملاحقة القيادي في التنظيم ويدعى حمود عبد الله الخطيب (يعرف أيضاً بأبي زكريا) والتي جرت بعد الحصول على معلومات دقيقة، تم رصد فيها تحركاته وتحديد مكانه وفي النهاية تم فرض طوق محكم حوله أدى إلى إلقاء القبض عليه الذي يعتبر من أخطر القيادات الإرهابية في ريف دير الزور الشرقي. أضاف البيان:” كان يشغل أبو زكريا منصب ما يسمى أمير خلية في التنظيم في المجال الاقتصادي، حيث كان يقوم بابتزاز المواطنين وفرض إتاوات عليهم تحت تهديد السلاح بزعم جمع الزكاة”. حسب البيان ذاته، تمت مصادرة ترسانة كبيرة من الأسلحة والذخيرة، شملت قاذفات (آر. بي. جي) وأسلحة متنوعة وكميات كبيرة من الذخيرة.

أهداف إنسانية

لأهداف إنسانية، تستمر الإدارة الذاتية التابعة لقسد وإدارة المخيم في العمل الدؤوب على إرجاع سكان المخيم، وخصوصا النساء والأطفال، إلى بلدانهم الأصلية وتستمر أيضا المفاوضات مع دول أخرى لحثها على أخذ مواطنيها من المخيم. في الثلاثين من الشهر الماضي، سلمت الإدارة الذاتية امرأة وأربعة أطفال من عوائل مرتزقة التنظيم الإجرامي، من حاملي الجنسية الألمانية، إلى وفد ألماني رسمي، بموجب وثيقة تسليم رسمية بين الجانبين حيث زار الوفد شمال-شرق سوريا بهدف ترسيخ التعاون بين الحكومة الألمانية وقسد وتسريع إجراءات سحب المواطنين الألمان من المخيم. حسب مصدر مطلع، وفي خطوةٍ جديدةٍ نحو إعادة دمج العائلات السورية في مجتمعاتها، أشرفت الإدارة الذاتية في المنطقة، ممثلةً بمجلس دير الزور المدني ولجنة الشؤون الاجتماعية ومركز الرعاية، على إخراج دفعةٍ جديدةٍ من عوائل مخيم الهول. وشملت هذه الدفعة 77 عائلة، بلغ مجموع أفرادها 296 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، تم استقبالهم من مخيم الهول ونقلهم بواسطة سياراتٍ مُخصصةٍ إلى مركز استقبالٍ مؤقته وبعدها يتم توزيعهم على مدنهم وبلداتهم.

حسب تصريح لعضو المجلس التنفيذي في دير الزور، هنالك دفعات جديدة للعوائل ستخرج من الهول وستشمل مختلف مناطق شمال-شرق سوريا، وليس دير الزور فقط. هنالك برامج دعم تتولى مسؤولية تقديم الدعم من خلال دوراتٍ تدريبيةٍ وبرامج دمجٍ اجتماعي، فضلاً عن مساعداتٍ ماديةٍ ومشاريع صغيرةٍ تُسهم في تحسين سبل عيشهم. إضافة إلى ذلك، يتابع مجلس دير الزور المدني أوضاع الأطفال العائدين، ويعمل على إدراجهم في المدارس، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، بما في ذلك التدفئة والرعاية الصحية، أسوةً بباقي أطفال المحافظة.