بهدف إغلاق ملف النازحين في مخيم الهول وبهدف تخفيف الزحام داخله، تعمل إدارة مخيم الهول على تنظيم رحلات لأعداد لا بأس بها لقاطني المخيم ووجهتهم النهائية هي مدنهم الأصلية بعد إكمال التدقيق الأمني.

أعطيت الأولوية للحالات الإنسانية وللمصابين بالأمراض المزمنة في القافلة الأخيرة التي غادرت الهول وسميت بـ “قافلة الأمل”. منذ عام 2021 وحتى هذا الوقت لم تتوقف الرحلات نحو الحدود العراقية، إذ يوجد تنسيق بين السلطات العراقية وإدارة المخيم يهدف نقل قاطني المخيم من العراقيين إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى العراقية ليتم إرسالهم لاحقاً إلى مدنهم الأصلية بعد إخضاعهم لدورات إعادة تأهيل تتناسب مع ظروفهم.

قافلة الأمل

غادرت وجبة جديدة من العوائل السورية مخيم الهول نحو محافظة حلب في شمال-غرب سوريا طبقاً لبرنامج العودة الطوعية الذي تنفذه إدارة المخيم معطية الأولوية للحالات الإنسانية والمصابين بأمراض مزمنة. بدعم من المنظمات الدولية، خرجت يوم الخامس عشر من هذا الشهر 42 عائلة من المخيم وسميت هذه الوجبة بـ”قافلة الأمل”. ضمت القافلة 178 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، جميعهم من العائلات التي قدمت طلبات للعودة إلى مناطقهم الأصلية في ريف محافظة حلب بعد إكمال الإجراءات الأمنية والإدارية اللازمة. في الأسابيع الماضية، خرجت عوائل سورية نحو محافظة دير الزور ومحافظات أخرى في شمال-شرق سوريا وتمت العملية بعد إكمال إجراءات التدقيق الأمني وكفالات لهذه العوائل قدمها شيوخ القبائل ووجهاء المدن والبلدات. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة مستمرة لإعادة تأهيل ودمج العائلات الراغبة بالعودة، خاصة تلك التي لا تربطها صلات بالتنظيم الإجرامي. إضافة إلى ذلك، تواصل فرق الهلال الأحمر السورية في محافظة الحسكة تقديم الخدمات الأساسية لا سيما في مجالات الإسعاف والطوارئ والرعاية الطبية في مشفى الهول، الذي يشترك الهلال الأحمر في إدارته مع لجنة من الصليب الأحمر الدولي.

عمل جاد

في سياق متصل، ذكرت مصادر مطلعة أن 200 عائلة عراقية تستعد لمغادرة المخيم خلال الأيام القادمة. آخر مجموعة غادرت المخيم ضمت 222 عائلةً عراقيةً وكان ذلك في الـ 31 مايو/ أيار الماضي. هذه العوائل العراقية ستعبر الحدود العراقية-السورية براً وستقيم لفترة مؤقتة في مخيم الجدعة في جنوب مدينة الموصل (محافظة نينوى) حيث تخضع لدورات إعادة تأهيل قبيل التوجه إلى مدنها الأصلية. تؤكد المصادر الرسمية أن السلطات العراقية مستمرة في العمل الجاد والهادف إلى ترحيل العوائل العراقية من المخيم. هنالك مناشدات متواصلة من إدارة المخيم للمجتمع الدولي لأخذ العوائل التي مازالت مقيمة في الهول والتي تنحدر من 60 دولة وانتهت في هذا المخيم بعد هزيمة التنظيم المتطرف في العراق وسوريا. يقيم في مخيم الهول نحو 37 ألف شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال ويعيشون في ظروف متردية ويقع مخيم الهول في شرق محافظة الحسكة ويبعد عن الحدود العراقية بـ 13 كم. بين هؤلاء المقيمين يوجد 16 ألف مواطناً عراقياً و15 ألف مواطناً سورياً وحوالي ستة آلاف آخرين من جنسيات أجنبية مختلفة. منذ عام 2021، وحتى نهاية شهر نيسان / أبريل الماضي، بدأت عمليات ترحيل العوائل العراقية من المخيم وقد تم نقل 14 ألفاً و500 شخصاً . عملية إعادة قاطني المخيم العراقيين إلى العراق تجري وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل التحالف الدولي والقوات العراقية لضمان سلامة العائدين. تأتي عملية إعادة العراقيين إلى مدنهم استكمالاً للجهود الحكومية الرامية إلى إغلاق ملف النازحين العالقين في المخيم، وإعادة دمجهم في المجتمع.