كردستان, ايران, المعارضة الايرانية
قصفت إيران الأربعاء مواقع في كردستان العراق تابعة لأحزاب كردية-إيرانية معارضة تنتقد قمع المظاهرات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة مهسا أميني منتصف أيلول/سبتمبر 2022، ما أدى حسب وزارة الصحة في الإقليم إلى سقوط سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، في الهجوم الذي نفذته وفق بغداد “عشرون طائرة مسيرة تحمل مواد متفجرة”.
لقي سبعة أشخاص على الأقل حتفهم وجرح 28 آخرون في قصف إيراني على إقليم كردستان في شمال العراق الأربعاء، استهدف مواقع لأحزاب كردية-إيرانية معارضة تنتقد قمع المظاهرات في إيران.
وردا على الهجوم، أدانت السلطات الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان القصف الإيراني الذي نفذته وفق بغداد “عشرون طائرة مسيرة تحمل مواد متفجرة” وطال “أربع مناطق في إقليم كردستان العراق”. كما أعلنت الخارجية العراقية عزمها استدعاء سفير طهران في العراق “بشكل عاجل” للاحتجاج على القصف.
ووفق بيان وزارة الصحة في إقليم كردستان، تسبب القصف الذي تبنته إيران في سقوط “14 جريحا و4 شهداء” في كويسنجق شرق أربيل، و”14 جريحا و3 شهداء في منطقة” شيراوا. كما لفت مسؤول رفيع في حكومة الإقليم إلى “وجود مدنيين من بين الضحايا”، موضحا أن مدنيا واحدا على الأقل من بين الضحايا.
في سياق المظاهرات التي تجتاح إيران
وتأتي هذه الضربات في سياق توتر تشهده إيران حيث تخرج مظاهرات ليلية يومية منذ وفاة الشابة مهسا أميني منتصف أيلول/سبتمبر 2022 بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران.
ومن بين القتلى، عنصران على الأقل من حزب الحرية الكردستاني-الإيراني المعارض، حسب بيان صدر عن هذا التنظيم المسلح، تحدث كذلك عن جرحى في صفوفه، جاء فيه أيضا أن “قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية هاجمت قواعد ومقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني-الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة” في إشارة لقصف استهدف منطقة كويسنجق شرق أربيل، مضيفا أنه “استنادا إلى المعلومات الأولية استشهد شخصان.. وأصيب عدد آخر” من عناصر الحزب.
كما ندد الحزب على تويتر بما وصفه “بالهجمات الجبانة” التي شنت في وقت “يعجز فيه النظام الإيراني عن قمع المظاهرات في الداخل ووقف المقاومة المدنية” للشعب الكردي والإيراني.
وتتخذ أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية يسارية من إقليم كردستان العراق مقرا لها، وهي أحزاب خاضت تاريخيا تمردا مسلحا ضد النظام في الجمهورية الإسلامية رغم تراجع أنشطتها في السنوات الأخيرة. إلا أن هذه التنظيمات لا تزال تنتقد بشدة الوضع في إيران على منصات التواصل، عبر مشاركة مقاطع فيديو للمظاهرات التي تشهدها البلاد منذ وفاة مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول بعد توقيفها من قبل “شرطة الأخلاق”.
وفي طهران، أعلن التلفزيون الرسمي أن “القوات البرية للحرس الثوري استهدفت عدة مقرات لإرهابيين انفصاليين في منطقة شمال العراق بصواريخ دقيقة ومسيرات مدمرة”.
واستهدفت ضربات إيرانية في الأيام الأخيرة أكثر من مرة مواقع حدودية في كردستان العراق، شمال أربيل، بدون أن تسفر عن أضرار ملحوظة. وربط بعض المسؤولين الكبار في إيران بين هذه الضربات و”أعمال الشغب” التي تشهدها.
عناصر “مندسة” في إيران
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية الثلاثاء عن المسؤول في الحرس الثوري الإيراني عباس نلفروشان قوله إن هناك عناصر “مندسة” في إيران هدفها “تأجيج عدم الاستقرار وتوسيع الاضطرابات”. وأضاف: “أوقفنا بعضا من هذه العناصر المناهضة للثورة خلال أعمال شغب في الشمال الغربي، ولذا علينا أن ندافع عن أنفسنا، وأن نرد ونقصف محيط الشريط الحدودي”.
كما تسبب القصف الأربعاء بأضرار ودمار مبان في منطقة زركويز على بعد نحو 15 كلم من مدينة السليمانية حيث توجد مقار عدة أحزاب كردية-إيرانية معارضة يسارية مسلحة، لا سيما حزب كومله – كادحو كردستان. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في زركويز دخانا أبيض يرتفع من الموقع الذي تعرض للقصف وسيارات إسعاف تتجه إلى المكان، فيما كان سكان يغادرون منازلهم. وأضاف أن طبيبة من الحزب كانت تقوم بمعالجة جرحى إصاباتهم طفيفة في الموقع.
وصرح عطا ناصر سقزي القيادي في كومله- كادحون بأن “أماكن تواجد مقراتنا في زركويز تعرضت لعشر ضربات بطائرات مسيرة”. وتعرضت منطقة شيراوا جنوب أربيل كذلك للقصف. وقال رئيس حزب الحرية الكردستاني-الإيراني المعارض حسين يزدان، إن “مقراتنا في منطقة شيراوا التابعة لمحافظة أربيل.. تعرضت لقصف من جانب إيران”. بدورها، تحدثت القناة الكردية-العراقية “كي 24” عن إصابة 3 من صحافييها “بجروح خطيرة”.
من جانبها، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيانا نددت فيه بالضربات وقالت: “نستنكر هذه الأشكال من الاعتداءات المستمرة على أراضينا، والتي يقع بسببها ضحايا مدنيون، ويجب وقف هذه الاعتداءات”.