تُحكى قصة المثل العربي “أُكلت يوم أكل الثور الأبيض” لأخذ العبرة والإحتراس من الثقة بأناس ليسوا أهلا لها.
هذه القصة تروي حكاية ثلاث ثيران أبيض وأحمر وأسود هوجموا من طرف أسد جائع، فلم يستطع هزيمتهم لكن فكرفي حيلة كي يأكل الواحد تلو الآخر. دعى الأسد الثور الأحمر والثور الأسود وشرح لهما أنه فقط يريد أكل الثور الأبيض، ثم نصحهما بعدم التدخل من أجل سلامتهما. صدق الثوران كلام الأسد و سمحا له بمهاجمة الثور الأبيض، ثم عاد بعد ذلك ليعيد نفس الحيلة مع الثور الأسود، وحين جاء دور هذا الأخير، قال جملته الشهيرة “أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.” ذلك حال بعض الأنظمة التي جعلت النظام الإيراني محل ثقتها.
كان يكفي لنظام بشار الأسد أن ينظر فقط للجارة لبنان ليرى كيف تلاعبت أيادي النظام الإيراني بسيادتها وغرست فيها حزبا كان همه الأكبر خدمة أجندة إيران داخل لبنان. فعطل الحزب البلد وجرلبنان إلى مصائب هوفي غنى عنها. كان حري بالأسد ان يرى ما تفعله الميليشيات الإيرانية في العراق واليمن ليتعظ ويبتعد عن أي مشروع تدعمه إيران، لكنه لم يفعل. في المقابل استنجد بإيران، فأعانته على قتل شعبه وسجنه وتهجيره، ثم ساومته على ذلك مدعية أنها أنفقت أموالا طائلة كان يجب استردادها. ليس ذلك فحسب، بل استحل حرسها الثوري الأراضي السورية وجعل منها سوقا لترويج المخدرات ولتهريب الأسلحة.
خاض النظام الإيراني عمليات قرصنة بامتياز في سوريا، وعندما أحس الخطر، فر هاربا من دون أن يكترث للأسد أو لحمايته. تلك طهران مثل أسد الثيران لا تؤتمن أبدأ.