كما لو كان بالأمس، يتذكر اللبنانيون الكابوس الذي عاشوه خلال حرب لبنان عام 2006، المعروفة أيضًا باسم حرب يوليو بين حزب الله وإسرائيل، والتي جاءت بثمن باهظ خاصة بالنسبة للبنان.
لم ينسى اللبنانيون انه خلال حرب عام 2006، قُتل نحو 1200 لبناني، غالبيتهم العظمى من المدنيين وثلثهم من الأطفال. كما تسببت الحرب في نزوح ثلث سكان البلاد البالغ عددهم يومها 4.5 مليون نسمة، وتعرض المطار الرئيسي والوحيد وتقريبا كل جسور البلاد وآلاف المباني والبنية التحتية الحيوية ومراكز النقل والمباني الصناعية للضرر أو الدمار. وفي الواقع، قدرت الحكومة اللبنانية أن فاتورة إعادة الإعمار يومها بلغت 2.8 مليار دولار.
وبالمضي قدمًا إلى اليوم، لا يزال لبنان يعاني من انهيار مالي كارثي، ناجم عن عقود من الإنفاق المسرف والفساد من قبل النخبة الحاكمة التي تتبع نظام المحاصصة الطائفية من تقسيم السلطة المختل. هذا الانهيار المالي أدى إلى إغراق البلاد في الظلام، وانهيار غير مسبوق في العملة، وفقر قطاعات واسعة من الناس، وشلل البنوك، وانقطاع الوقود والطحين وارتفاع تكلفة كل المواد الغذائية. انهيار صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم في العصر الحديث… وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، 4 أغسطس 2020، إنفجرت كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، يعتقد أن حزب الله خزنها في المرفأ لصالح النظام السوري، مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 300 شخص، وإصابة 7000 آخرين، وأضرار في الممتلكات تقدر بنحو 15 مليار دولار، فضلاً عن ترك ما يقدر بنحو 300 ألف شخص بلا مأوى.
لذلك، ومع الخوف من نتيجة أسوأ بكثير، وبالرغم من تضامن لبنان مع الشعب الفلسطيني، يبدو واضحاً أن مواقف الشعب اللبناني تظهر قلقاً وخوفاً واضحين من قرار الحرب والسلم الذي يتفرد به حزب الله لجر لبنان الى حرب شاملة بين الحزب وإسرائيل، من شأنها أن تحدث دماراً هائلاً في لبنان، الدولة الضعيفة التي تنزف بالفعل في جميع قطاعات مجتمعها، والتي تفتقر مقومات الصمود أمام حرب جديدة… لذلك يبقى خيار التفاوض الدبلوماس أفضل من خيار التصعيد العسكري!
من الجميل ان تستقوا معلوماتكم و وجهة نظركم واحكامكم من الاحتلال و انصاره في البلد