بينما تستغل التنظيمات المتطرفة المساحات الآمنة في مواقع التواصل الاجتماعي لتحويلها إلى ساحة حرب تدور رحاها على صفحات الإنترنت، يواصل المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” أعمال رصد انتشار خطاب الكراهية في الفضاء الرقمي بشكل مستمر، فيما استطاع منذ بدء التعاون مع منصة “تيلغيرام” في فبراير 2022 من إزالة أكثر من 75 مليون محتوى متطرف يدعو للكراهية، والإقصاء، كان مصدرها الجماعات الإرهابية بدوافع رغبتها في ممارسة التزييف الفكري، والاستقطاب والتجنيد.
المركز الذي دشنته السعودية ويتخذ الرياض مقراً لأنشطته، يعزز محاربة التطرف، وتفنيد خطاب الإقصاء، وتقويض الأنشطة الرقمية للجماعات المتطرفة عبر مساحة التقنيات المبتكرة لدى مركز “اعتدال”، إذ ترصد وتعالج وتحلل الخطاب المتطرف بدقة عالية وسرعة قياسية، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي بشكل متواصل وآني.
وابتكر المركز العالمي لمكافحة المتطرف “اعتدال” مشروعات تقنية من أجل مكافحة الأنشطة الرقمية المتطرفة على غرار معمل الابتكار المعني بعمليات البحث العلمي في التقنيات الرقمية التي تستخدم ضد الأفكار المتطرفة، إذ أطلق المعمل ذاته تقنية جديدة لعزل عناصر تنظيم داعش الإرهابي على وسائل التواصل الاجتماعي عبر مزيج مبتكر يُحلل المحتوى والشبكات، والأساليب الإحصائية، فضلاً عن تكوينه منصات رصد ونظم إخطار ولوحات تحكم آنية.
وبينما يكتظ الفضاء الرقمي بمئات الحسابات التي تنشأ يومياً لمؤيدين ومناصرين لأفكار مخططي الموت! فضلاً عن نشر آلاف الصور على مدار الساعة عن انتصارات ومعارك ليست موجودة على أرض الواقع، تتمتع المعامل الرقمية لـ”اعتدال” خاصة معمل الابتكار بقدرة التصميم لنماذج تٌعرف بـ”سُمية التعليقات” المعنية بالعنصرية وخطابات الكراهية، فضلاً عن بناء منظومة تخزين ومعالجة للبيانات الضخمة، بجانب إنشاء نظام التعرف على وجوه الإرهابيين في ساحات الصراع وبالتالي تكوين قاعدة بيانات تساعد دول العالم في التعرف على أولئك الإرهابيين.
ويبرز في الإطار ذاته، قدرة معامل “اعتدال” الرقمية على الرصد والتحليل للصور والخطابات ومقاطع الفيديو العائدة لعناصر متطرفة تنشط إلكترونياً، فضلاً عن تقديم دراسات تحليلية تكشف المنهجية والتركيب الديموغرافي للمشاركين في مساحات الفضاء الرقمي، في المقابل عزز المركز مواجهته للخطابات المضادة بصوغ مؤشر التطرف العالمي بمرتكزات: “تقنية – فكرية – إعلامية” تدعم الدول الراعية لمكافحة الإرهاب، ويتبنى المؤشر أحدث المناهج العلمية في متابعة الفكر المتطرف ومروجيه.
وكان مركز “اعتدال” أطلق في الفترة الماضية العديد من المبادرات والمشاريع والخدمات المتخصصة، على غرار مبادرة (معتدل) لتفعيل الشراكة المجتمعية في مكافحة الفكر المتطرف، ثانيًا مشروع (تفنيد) لتفكيك وتفنيد الأفكار والخطابات المتطرّفة المُتداولة عبر فضاءات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبرها الجماعات والتنظيمات المتطرّفة ساحة واسعة لأنشطتها الهدّامة بدءًا من نشر الفكر المتطرف، ومرورًا بالدعاية للتطرّف العنيف، وانتهاءً بالتجنيد، ثالثًا خدمة (التعاون البحثي) لمساعدة طالبات وطلاب الدراسات العليا في تخصصات مكافحة الفكر المتطرف من مواطنين أو مقيمين داخل السعودية كمرحلة أولى، على أن تشمل المراحل المقبلة باقي الطلاب في دول العالم وفقًا لخطط المركز المستقبلية، رابعًا مشروع (التدريب الجامعي) لدعم طالبات وطلاب المرحلة الجامعية في المجالات التدريبية وتطوير مهاراتهم وإكسابهم المعرفة عبر إشراكهم مع باقي منسوبي (اعتدال) في جهود مكافحته للفكر المتطرف عبر مرتكزاته الفكرية، الرقمية، والإعلامية، خامسًا مبادرة (معًا – 2gether) لخدمة ذوي الإعاقة “الصم وضعاف السمع”، إيمانًا بدوره في تحصين المجتمعات من الفكر المتطرف، ووقاية فئاتها كافة من الوقوع في براثنه.