م تحديثه الأربعاء 2023/11/29 02:26 م بتوقيت أبوظبي
في حين يعيش عدد من قادة حركة حماس في الخارج، يتساءل كثيرون عن أصحاب القرار في الحركة.. السياسيون في القصور أم العسكر في الأنفاق؟
سؤال يجيب عنه أربعة مسؤولين إسرائيليين وعرب، لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، مؤكدين أن اللاعبين الرئيسيين هم القادة العسكريون لحماس داخل قطاع غزة نفسه.
ففي كل مرة يتم فيها قطع الاتصالات في قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من الشهر الماضي، تتراجع المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، حسبما قال مسؤول قطري مطلع على المفاوضات لمجلة فورين بوليسي.
javascript:false
ورغم أن القيادة السياسية في المنفى لها رأي في المفاوضات الجارية بشأن الرهائن، يبدو أن اثنين من قادة الحركة الأكثر تشددا والمقيمين في غزة لهما اليد العليا أيضا.
محمد الضيف، الذي يرأس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ويحيى السنوار، زعيم الحركة في قطاع غزة، تقول “فورين بوليسي” إنهما الرجلان الرئيسيان اللذان هندسا هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وصاحبا السلطات العليا التي تحدد شروط إطلاق سراح الرهائن.
فعلى سبيل المثال، أصرت حماس على الطلب خلال المفاوضات بأن تتوقف إسرائيل عن تحليق طائراتها بدون طيار في سماء غزة لجمع المعلومات الاستخبارية، حتى لا يتم الكشف عن الأشخاص الذين يحتجزون الرهائن وأماكنهم.
وبحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في المجلة الأمريكية، تحدث مصدر عربي مطلع على الأمر، دون ذكر اسمه: “إنهم يظهرون لنا جبهة موحدة، ولكن كما هو الحال في أي حرب، في أي مكان، يتمتع الجناح العسكري بنفوذ أكبر”.
وهو ما توافق معه مصدر غربي أيضا، لفت إلى أن القيادة العسكرية هي الصوت المهيمن، قائلا إن “كتائب القسام تحتجز رهائن جسديا، لذا فهي صاحبة السلطة المطلقة، ولكنها ليست الوحيدة”.
وولد السنوار (61 عاما) وضيف (58 عاما) في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال إيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2006 و2015، لمجلة “فورين بوليسي” عبر الهاتف: “من المحتمل أن السنوار والضيف يختبئان في خانيونس، وهذا على الأرجح هو المكان الذي يُحتجز فيه الجزء الأكبر من الرهائن” على حد قوله.
وتكرر إسرائيل التي تعهدت بالقضاء على حماس بعد هجومها غير المسبوق، أن كل عضو في الحركة محكوم عليه بالقتل، لا سيما من تعتبرهما العقلين المدبّرَين للهجوم: يحيى السنوار ومحمد الضيف.
الضيف والسنوار
وعندما سُئل عن سبب فشل الجواسيس والقوات الإسرائيلية مرارا وتكرارا في العثور على محمد الضيف، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لمجلة فورين بوليسي، “لأنه حذر للغاية، ومنضبط للغاية، ومستعد للتضحية بالراحة والأسرة وملذات الحياة”.
أما ليرمان فرأى أن بقاء الضيف على قيد الحياة يرجع إلى “الحظ المحض”.
ومع ذلك، قُتل ابنه البالغ من العمر 7 أشهر وابنته البالغة 3 سنوات وزوجته في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.
ويعتقد بعض الخبراء أن الضيف يتشكل إلى حد ما من خلال تجاربه الشخصية، مما دفعه إلى التخطيط لمغامرة جديدة.
وحول هذه الجزئية، يقول هيو لوفات، زميل سياسات بارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “لقد كان الضيف العقل المدبر وراء هجوم (7 أكتوبر)، بالتعاون والحوار مع السنوار”.
وتابع “لا يُعرف عن الضيف سوى القليل جدا، لذا هناك خطر المبالغة في التحليل، لكن ما نعرفه هو أنه متشدد وعانى شخصيا بشدة في الماضي، حيث فقد عائلته، وتفيد التقارير أن بعض أطرافه بُترت جراء قصف إسرائيلي”.
تاريخٌ شخصي يعتقد لوفات أنه “أثرّ على كيفية رؤية الضيف لمسار التحرير الفلسطيني وغذى بوضوح الطريقة التي تعامل بها مع 7 أكتوبر”.
والضيف هو القائد الأكثر سرية في حركة حماس وله ثلاث صور معروفة فقط: في إحداها وهو ملثم، والأخرى تعود إلى زمن بعيد عندما كان في العشرينات من عمره، والثالثة صورة ظلية شوهدت آخر مرة على قناة حماس بعد فترة وجيزة من الهجوم، عندما تم بث رسالته الصوتية.
أما السنوار الذي قبع لسنوات في السجون الإسرائيلية، فتحدث عنه ليرمان: “لقد كان يعرفنا من الداخل.. لقد ضللنا وألمح إلى أنه على استعداد لإقامة علاقة، مقابل سلع لغزة، وتصاريح عمل لسكان غزة للعمل داخل إسرائيل”.
وكان السنوار من بين 1027 سجينا فلسطينيا تم إطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011.
وفي هذا السياق، تشير المجلة الأمريكية إلى أن تلك التجربة ربما أقنعته بأن أخذ رهائن إسرائيليين هو الطريقة الأضمن للسعي لتبادل الأسرى.
ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة تم اختطافها في هجوم أكتوبر.
تأسيس حماس
تشكلت حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى في عام 1987 ولم تعترف قط بوجود إسرائيل.
كما أنها عارضت محادثات السلام، وسيطرت على مؤسسات السلطة الوطنية التي تتزعمها فتح في قطاع غزة عام 2007.