• الثلاثاء. أبريل 1st, 2025
14
9

ذكر الله سبحانه وتعالى المنافقين في أكثر من موضع في القرآن الكريم وخصوصا في سورة النساء (آية 138): ((بشر المنافقين بان لهم عذابا أليما)) وهي نتيجة حتمية لمن يدّعي التقوى ويمارس الرذائل والفواحش ويرتكب الجرائم كما هو الحال مع عناصر داعش الذي صار نفاقهم واضحا للقاصي والداني.

بعد أن أعلن البغدادي خلافته المزيفة التي ادعت إنها “خلافة على منهاج النبوة” والتي من المفروض أن تلتزم بأحكام الإسلام، بدأ أتباعه في أرتكاب الفظائع التي أثبتت نفاقهم الواضح لأنهم وضعوا ثوابت الدين والشريعة جانبا بهدف تنفيذ أجندة “دولة الخلافة” المزيفة وأهدافها الشريرة.

بعد احتلال قرى وبلدات الأزيديين الذين كانوا يعيشون بسلام وآمان بجوار المسلمين لقرون خلت، مارس أعضاء التنظيم السبي بحق الأزيديات وبيعهن في أسواق الرق الجنسي وقتل الرجال الأزيديين وإجبار الصبيان على التحول إلى الإسلام وتجنيدهم لاحقا فيما يسمى بـ “أشبال الخلافة” ولا علاقة للفقه الإسلامي بهذه الأفعال والنفاق يبدو واضحا في هذا الأمر لمخالفة ما سبق لثوابت الدين. ابتكر داعش أساليب قتل جديدة لم تكن معروفة سابقا عبر التاريخ البشري، وابتدع وسائل جديدة في تعذيب وإعدام الضحايا. يعتبر الذبح الطريقة الأشهر التي مارسها عناصر التنظيم، حيث رفع عناصره شعار “جئناكم بالذبح” ونشروا، عبر مقاطع فيديو، عمليات ذبح الضحايا ومن أشهرها ذبح ضحايا مسيحيين مصريين تم اختطافهم في ليبيا.

إلى جانب عمليات الإعدام حرقا الذي تم ذكرها مسبقا، أبتكر داعش طرقا أخرى للإعدام مثل الإعدام بالقذائف الصاروخية حين يتم وضع الضحايا في سيارة وإطلاق قذائف صاروخية عليهم. الإعدام بالتفجير هي أحد طرائق التنظيم المبتكرة وغير المعروفة سابقا. نشر داعش عملية إعدام جماعية تمت بربط مجموعة من الرهائن بسلك متفجر واحد وبعدها تم تفجير الضحايا بلحظة واحدة. إضافة إلى ذلك، استخدم داعش طريقة الإعدام بالغرق كوسيلة لترهيب الناس حين وضع مجموعة من الضحايا في أقفاص محكمة قبل إغراقهم في حمام سباحة وأشهر عملية إعدام بهذه الطريقة هي التي تم تنفيذها بحق مجموعة مدنيين في العراق. من أغرب عمليات الإعدام التي نفذها داعش والتي هي مخالفة صريحة لأحكام الشريعة هي عملية إعدام مواطنين في ريف الرقة عبر طعنهم مباشرة في القلب. لم تنحصر جرائم داعش في العراق وسوريا بل نفذ عناصر التنظيم جرائم فظيعة في أماكن أخرى ففي عام 2019 نفذ جريمة تفجير فنادق وكنائس في سيريلانكا راح ضحيتها 359 شخصا إضافة إلى عمليات إرهابية نفذها الدواعش في مواقع عديدة في أوربا. قصص كثيرة ووقائع مدونة لدى المنظمات المحلية والدولية حول تعذيب السجناء في سجون التنظيم وهنالك فيديوهات حول قيام مجرمي داعش بتنفيذ عقوبات الجلد أو الإعدام أو التعذيب بحق المدنيين في الساحات العامة أمام أنظار الناس.

أكدت المصادر الفقهية أن التعذيب بالنار حرام شرعا وخصوصا الفتوى التي صدرت في عام 2015 عن دار الإفتاء العام في الأردن التي وضحت الأسباب الشرعية لهذا الأمر والتي أثبتت أيضا نفاق الدواعش. أجمعت المدارس الفقهية الإسلامية حول مفهوم “لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص” والذي يعد اليوم معياراً رئيسياً في تجريم الأفراد وتحديد العقوبات المترتبة على جرائمهم. أطلق الفقهاء مصطلح “إقامة الحدود” على العقوبات الشرعية لمن يخالف أحكام الدين وأي شيء خارج هذا الأمر يُعد مخالفاً للشريعة ومنها تعذيب السجناء والأسرى استنادا للحديث النبوي الشريف :” لا تعذبوا الناس، فإن الذين يعذبون الناس في الدنيا، يعذبهم الله يوم القيامة”. أكد الفقهاء أن “مَنْ يتسبّب في إيذاء السجناء (أو الأسرى) يتحمل تبعات القصاص والديّة ونحوها” وهنالك أحكام أخرى تمنع تعذيب السجناء أو إعدامهم سواءً تم الأمر في السجون أو في الساحات العامة كالذي ارتكبه الدواعش في العراق وسوريا بالرغم من علمهم الأكيد بعدم توافق جرائمهم مع أحكام الشريعة. من المؤكد أن الدواعش يعرفون أن جرائمهم والشريعة على طرفي نقيض لكن النفاق الذي يشكل جزءاً رئيسيا من فكرهم المنحرف هو من قادهم ومازال إلى ارتكاب الجرائم بحق البشر والشجر والحجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *