نجح فريق طبي بمستشفى كفر الدوار العام في محافظة البحيرة، شمالي القاهرة، في “إعادة مريض إلى الحياة” بعد توقف قلبه لمدة 35 دقيقة، وذلك بعمل 11 دورة إنعاش قلبي رئوي.
ووصف وكيل وزارة الصحة المصرية في البحيرة هاني جميعة، إن هذه “تكاد تكون المرة الأولى التي تحدث في العالم، أو من المرات المعدودة التي حدثت من قبل وربما لم نسمع عنها”.
جميعة، وهو المشرف على الفريق الطبي الذي حقق هذا الإنجاز، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “هذا الفريق مكون من طبيب، هو أخصائي القلب كريم فتحي، و5 ممرضات هن رباب الرشيدي ومروة أحمد وإسراء أحمد وكريمة محمود وروان محمد”، لافتا إلى أن “جميع أعضاء الفريق أعمارهم أقل من 30 عاما”.
وعن تفاصيل الحدث، قال: “أعضاء الفريق في طوارئ مستشفى كفر الدوار العام، فوجئوا بمريض عمره 42 عاما دخل المستشفى في حالة إعياء شديدة، وحينما فحصه الطبيب اكتشف جلطة في القلب تحتاج للتدخل الطبي الفوري”.
واستطرد: “خلال تجهيز المريض لدخول العناية المركزة توقف قلبه عن النبض وكذلك توقف عن التنفس وغاب عن الوعي، وهذه الحالة وصفها الطبي أن المريض مات”.
وأوضح أنه “حينما تحدث حالة كهذه يستطيع المخ مقاومة عدم وصول الدم إليه لمدة 4 دقائق فقط، وبعدها تبدأ خلاياه بالتلف، ودور الإنعاش القلبي الرئوي هو المحافظة على وصول الدم للمخ، ومع الصدمات الكهربائية والأدوية يمكن أن يعود القلب للنبض مرة أخرى، وهذه الحالة تسمى (اختطاف المريض من الموت)”.
وتابع جميعة: “الفريق المصري ظل يختطف المريض من الموت 11 مرة، توقف فيها قلبه عن النبض بإجمالي 35 دقيقة، ظل فيها الفريق الطبي في حالة صراع ضد الموت حتى استطاع إعادة المريض للحياة”.
وأضاف: “الأمر المهم الآخر الذي فعله الفريق الطبي، أنه لم ييأس من المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة، بل ظل يواصل ويكافح لإعادة المريض إلى الحياة 11 مرة لمدة 35 دقيقة”.
وأوضح وكيل وزارة الصحة المصرية، أنه “بعد استقرار حالة المريض في العناية المركزة بالمستشفى تبين أنه يحتاج لعملية قسطرة للتعامل مع الجلطة في القلب، فتم التنسيق لإحضار سيارة إسعاف مجهزة بفريق طبي يشمل طبيبا قادر على مرافقة الحالة والتعامل مع المريض في الطريق، ونقل إلى مستشفى دمنهور التعليمي لأنه مجهز لمثل هذه العمليات”.
ونوه إلى أنه “تم فعلا عمل القسطرة وسحب الجلطة من قلب المريض، ثم تبين أن الأوردة والشرايين في قلبه بها خلل فتم تركيب دعامات له”.
وأكد جميعة أن “كل ذلك جرى للمريض على نفقة الدولة، لأنه يعمل بائع ليمون ولديه 4 أطفال ولا يملك من حطام الدنيا شيئا”.
وأوضح المسؤول أن الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي “من ثمار مبادرة يشرف عليها وبدأها منذ شهرين في محافظة البحيرة بعنوان (ومن أحياها)، لتدريب جميع الأطقم الطبية من أطباء وممرضين وصيادلة وأطباء أسنان وتخدير، وكل من له علاقة بالطب، على الإنعاش القلبي الرئوي الصحيح، نظرا لأهميته في إنقاذ حياة الناس”.
وبالفعل، تم تدريب حوالي 200 من أعضاء الأطقم الطبية حتى الآن على الإنعاش المحترف، ضمن هذه المبادرة.