يعد الفصام من الأمراض العقلية شديدة الوطأة، وهو اضطراب مزمن وشديد يؤثر في طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه، ويوصف بأنه نوع من الذهان.
على الرغم من أن الفصام ليس شائعًا مثل الاضطرابات العقلية الأخرى، إلا أن الأعراض قد تكون شديدة الضرر. كما أنه يؤثر في الرجال والنساء بشكل متساوٍ إلى حدٍ ما؛ ولكن قد يكون ظهوره مبكرًا عند الذكور.
وخلال التقرير التالي، نستعرض أعراض وأسباب مرض الفصام وأنواعه المختلفة وكيفية العلاج والفرق بينه وبين الذهان ونسبة الشفاء منه.
ما هو مرض الفصام؟
مرض الفصام من الاضطرابات العقلية والنفسية التي تؤثر على الشخص بشكل عام من حيث التفكير والتصرفات والسلوك والقدرة على التعبير عن المشاعر، مما يؤدي إلى عدم قدرة الآخرين على التعامل معه.
أنواع مرض الفصام
- فصام بارانويدي
من أنواع الفصام الشائعة وعادة يظهر في مراحل متقدمة من العمر، ويوجد العديد من الأعراض الخاصة بهذا النوع من الفصام، والتي تشمل الهذيان والهلوسة السمعية، ولكنه قليل التأثير على التعبير لدى المريض وطريقة الكلام. - فصام جامودي
من أنواع الفصام النادرة ويعاني فيها المريض من فرط الحركة، بينما البعض قد يعاني من الانطواء وقلة الحركة، وعادة ما يقلد المصابون بهذا النوع الآخرين وحركاتهم. - الفصام اللامنتظم
أحد أنواع مرض الفصام العقلي وعادة ما تظهر أعراضه على المريض في عمر 12 إلى 25 عاما، وغالبًا ما يؤثر الفصام اللامنتظم على طريقة الكلام والأفكار والسلوك، وعدم القدرة على الفهم ولكنه لا يعاني من الهذيان أو الهلوسة.
- الفصام البسيط
من الأنواع الحديثة والنادرة وتظهر في بداياته بعض الأعراض مثل الضعف في الذاكرة أو البطء في الحركة، وعدم التركيز والإهمال في النظافة الشخصية، ومع الوقت تزداد الأعراض سوءًا ويصاب المريض بالأوهام والهلوسة والتفكير بشكل غير منتظم. - الفصام غير المتمايز
يجمع هذا النوع من الفصام بين أعراض الفصام الجامودي واللا منتظم والبارانويدي مما يجعله من أكثر أنواع الفصام تأثيرًا على المريض.
- الفصام السينوباثي
يتميز هذا النوع من الفصام بالأعراض الجسدية حيث قد يعاني المريض من بعض الأحاسيس الجسدية غير الطبيعية. - الفصام المتبقي
هو عبارة عن بعض الأعراض التي تظهر على المريض بعد مراحل العلاج، ومنها البطء في الحركة، قلة التركيز، ضعف الذاكرة، والإهمال في النظافة الشخصية.
أعراض مرض الفصام
تشمل أعراض الفصام العقلي أعراضًا إيجابية وأخرى سلبية نوضحها في النقاط التالية.
الأعراض الإيجابية
- الهلوسة حيث يشعر المريض بأشياء غير موجودة أو يشم أو يرى أو يسمع أشياء غير حقيقية.
- الأوهام حيث يعتقد المريض أنه يتعرض للاضطهاد أو المضايقة، مما يؤثر على الطريقة التي يتصرف بها مع الآخرين.
- يعاني من الاضطراب في الفكر مما يجعل أفكاره مشوشة ولديه صعوبة في التركيز.
- وجود تغير ملحوظ في السلوك والأفكار.
- السلوك الحركي غير المنظم حيث من الممكن أن يصاب بالحركة المفرطة أو قلة الحركة.
الأعراض السلبية
وهي الأعراض التي تظهر على مريض الفصام قبل الإصابة بالنوبة الأولى، وتتفاوت الأعراض من شخص لآخر، ومنها:
الانسحاب الاجتماعي.
عدم الاهتمام بالشكل أو بالنظافة الشخصية.
فقدان الرغبة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
وجود تغيرات في أنماط النوم.
عدم قدرته على التواصل مع الآخرين أثناء التحدث.
العلاج المبكر والدعم النفسي يحسنان حالة مرضى الفصام
أسباب الفصام
السبب الرئيسي لمرض الفصام غير معروف حتى الآن، ولكن هناك العديد من عوامل الخطر التي تساعد في الإصابة بالفصام ومنها:
التاريخ الوراثي للمرض في العائلة.
خلل كيميائي في الدماغ ويكون مرتبط بالناقلات العصبية مثل الدوبامين.
عيب خلقي في بنية الدماغ.
التعرض إلى مواقف تؤثر على الإنسان.
عدم الاستخدام الصحيح للأدوية.
الفرق بين مرض الفصام والذهان
الفصام والذهان مرضان مختلفان عن بعضهما البعض، ولكن قد تتشابه بعض الأعراض، حيث إن الذهان يعتبر أحد الأمراض العقلية المصاحبة لبعض الأمراض النفسية والعصبية، ومنها اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.
ويكون من أسباب مرض الذهان تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية، وأيضا التعرض إلى قلة النوم والتوتر .
وتظهر على مريض الذهان بعض الأعراض مثل اضطراب التفكير والحركة غير طبيعية، والتوهم بالسمع والشم، والشك الدائم في المحيطين به، وهي أعراض يعاني منها أيضا مريض الفصام.
مدة علاج الفصام
في الحالات البسيطة من الفصام، يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي والذي يحتاج إلى متابعة شهرية ومع الوقت يتم تخفيف الدواء بشكل تدريجي، حسب استجابة المريض للعلاج وشدة المرض.
أما بالنسبة للنوبات الشديدة والحالات الحرجة، فقد تحتاج إلى دخول المستشفى ويستغرق العلاج بها حوالي ثلاثة أسابيع إلى شهرين حسب شدة المرض ونوعية العلاج، وبشكل عام فإن مريض الفصام يستمر على العلاج الدوائي باستمرار.
نسبة الشفاء من مرض الفصام
وفق دراسة أجريت على مرضى الفصام نشرها موقع “medical news today” فإن نسبة الشفاء من مرض الفصام قد تصل إلى 70% ولكن مع الالتزام الكامل بالأدوية والجلسات، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج.
تشخيص الفصام
يتم تشخيص حالات الفصام من خلال الفحص البدني للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية أخرى، وإجراء العديد من الفحوصات مثل الأشعة المقطعية والأشعة بالرنين المغناطيسي.
كما يتم إجراء العديد من الاختبارات النفسية والعقلية المختلفة للتعرف على ما يعاني منه المريض مثل الهلاوس والأوهام والتعرف على أفكاره المختلفة.
ويتم العلاج بناءً على حالة المريض من خلال العلاج الدوائي والذي يشمل الأدوية المضادة للذهان والتي تعتبر أكثر الأدوية التي تساعد في السيطرة على المرض حيث إنها تؤثر على الدوبامين “الناقل العصبي بالدماغ”، وقد لا يلجأ الأطباء إلى وصف الأدوية المضادة للفصام؛ بسبب الآثار الجانبية الخطيرة.