أكدت مصادر أمنية وإعلامية يمنية أن القوات الجنوبية تمكنت فجر الجمعة 25 يوليو من القضاء على القيادي البارز في تنظيم القاعدة وأمير التنظيم بمنطقة المصينعة في محافظة شبوة، المدعو أبو عواد صالح الطوسلي.

وقالت المصادر إلى أن الطوسلي قتل خلال مواجهات عنيفة دارت في المنطقة الحدودية بين شبوة وأبين. وأشارت إلى إن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الجمعة في مديرية حطيب، عقب رصد وحدات القوات الجنوبية لتحركات مشبوهة لعناصر إرهابية تحاول التسلل نحو مواقع قريبة من تمركز القوات. وقالت أن المواجهات أسفرت عن مقتل الطوسلي، الذي يُعد أحد أخطر قادة تنظيم القاعدة في شبوة والمنطقة الوسطى.

ضربة قاصمة للتنظيم

وقالت قيادة القوات الجنوبية في بيان صدر عنها أن مقتل (أمير المصينعة) يمثل ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة، ويعكس الفعالية العالية للوحدات المرابطة في رصد وتتبع العناصر الإرهابية، مشيرة إلى أن العملية تأتي ضمن سياق مستمر لضرب أوكار الإرهاب وتجفيف منابعه في جنوب اليمن. ويأتي مقتل الطوسلي في سياق سلسلة ضربات قاسية تلقتها القاعدة في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، شملت تصفية قادة ميدانيين في محافظات أبين، شبوة، وحتى مأرب، في عمليات نوعية نفذتها القوات المحلية وأخرى نفذتها طائرات مسيرة تابعة للتحالف الدولي. وتشير تقارير أمنية إلى أن التنظيم يعيش مرحلة انحسار غير مسبوقة، نتيجة الضغط المتزايد من القوات الجنوبية والتحالف العربي، وتراجع الدعم اللوجستي وتحركات القيادات، فضلاً عن الانقسامات الداخلية بين خلاياه.

التطهير من الإرهاب عملية مستمرة

تُعد منطقة المصينعة التي أشرف عليها الطوسلي من أبرز معاقل تنظيم القاعدة سابقًا، قبل أن تخضع لعمليات تطهير أمني وعسكري واسعة تقوم بتنفيذها القوات الجنوبية على مدار السنوات الماضية. وقد أسفرت تلك العمليات عن تقويض نفوذ التنظيم ودحره في عدة مناطق استراتيجية بمحافظتي شبوة وأبين.

فشل العمليات الانتقامية

وأكدت العديد من المصادر أن خلايا القاعدة حاولت تنفيذ عمليات انتقامية في أعقاب مقتل الطوسلي عبر زرع عبوات ناسفة في مناطق محيطة بمديرية الصعيد والمصينعة، لكن القوات الجنوبية كانت في حالة تأهب قصوى وتمكنت من إفشال المخطط دون وقوع أي خسائر. وقال الناطق باسم قوات دفاع شبوة، في يوم السبت 26 يوليو، أن قواته قد نجحت في تفكيك عدد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار، مشددة على استمرار جهود المسح الأمني والتمشيط لتأمين المناطق المحررة من أي مخاطر قد تهدد المدنيين. وأوضحت أن هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن والاستقرار، لاسيما في ظل تزايد التهديدات من الخلايا النائمة التي تسعى إلى إعادة زعزعة الوضع الأمني في شبوة وأبين.

حماية المدنيين أولوية قصوى

ودعت قيادة القوات الجنوبية المواطنين في بيان رسمي إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة أو تحركات غريبة. وأكدت أن المعركة ضد الإرهاب لا تزال مستمرة، وأن أي محاولة لإعادة التنظيم إلى المناطق المحررة ستُقابل برد فوري وحاسم. وقالت القيادة أن حماية المدنيين والبنية التحتية من أولوياتها، وأن العمليات الأمنية ستستمر بوتيرة عالية حتى القضاء على آخر معقل للإرهاب في الجنوب.