• الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

بالرغم من هزيمته في 2017 في الرقة، آثار داعش في المدينة مازالت باقية وكل يوم يتم الكشف عن المزيد منها وعن المزيد من رفات الضحايا وأسمائهم. أكثر من منظمة محلية أو دولية متخصصة بآثار الحروب أو بحقوق الإنسان كشفت، ومازالت، مقابر جماعية أو سجون سرية أو ألغام غير متفجرة في المدينة وريفها وهذا يضيف أدلة جديدة الى قائمة الجرائم التي ارتكبها التنظيم بحق المدنيين العزل خلال عهده المظلم في المدينة.

وحشية داعش في الرقة

البطش الذي مارسه هذا التنظيم الإرهابي في هذه المدينة التي تقع على ضفاف الفرات في شمال-شرق سوريا دليل كبير على وحشيته وأساليبه التي تمت بمنهجية مكررة بهدف إرهاب السكان وإخضاعهم لسياساته الإرهابية. حسب تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان في 2022، تم العثور على 28 مقبرة جماعية من قبل فرق متخصصة والعثور على مقابر جماعية جديدة مستمر حتى هذه اللحظة في مواقع أخرى من المدينة. يوضح التقرير ذاته أن الضحايا تم قتلهم بطرق مختلفة وبأوقات مختلفة ولا دليل ملموس أنهم كانوا ضمن تشكيلات عسكرية مناوئة لداعش فلا هويات أو بدلات عسكرية تثبت أن الضحايا كانوا جنودا في أي جيش نظامي في سوريا أو في الدول المجاورة.

طرق إعدام الضحايا

حسب التقرير ذاته: “ظهر على ضحايا المقابر الجماعية آثار الإعدام الذي قد يكون تنفيذه تم بشكل جماعي، وبعضهم نفذ به الحكم بشكل ميداني في ساحات المدينة.” مع تأكيدات من قبل سكان محليين عاشوا في المدينة أيضا خلال عهد داعش، يرجح التقرير أيضا أن بعض الضحايا تم إعدامهم بصورة فردية لرفضهم سياسات التنظيم وبعد أن قبعوا في معتقلات سرية لفترات غير محددة وتم التخلص منهم برميهم في المقابر الجماعية المكتشفة حديثا. أضاف التقرير أيضا أن بعض الضحايا كانوا من جنسيات أجنبية وأعتبرهم التنظيم “أسرى” وقسم من الرهائن الأجانب من صحفيين وعاملين في المجالات الإغاثية والخيرية أو مدنيين يحملون هويات غير سورية قادهم الحظ السيء إلى الوقوع، في وقت ما، بقبضة عناصر التنظيم. هنالك 20 مقبرة في الرقة وثمانية مقابر توزعت في ريف المدينة وأعداد الجثث التي تم انتشالها منها قد تجاوزت الـ 6000 جثة بينها جثث لنساء تعرضن للتعذيب قبل إعدامهن وقسم منهن تعرض لقطع الرأس قبل رميهن في هذه المقابر التي صارت دليلا على بشاعة واجرام التنظيم في الرقة وريفها.

حفرة الهوتة: مقبرة جماعية أخرى

تحت عنوان “داعش استخدم “حفرة الهوتة” شمال سوريا للتخلص من جثامين ضحاياه”، نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا في عام 2020 طالبت فيه السلطات المحلية بتأمين الموقع بغرض التعرف على هويات الضحايا والحفاظ على الأدلة الجنائية بهدف بدء التحقيق بهذه الجريمة التي تدخل في ملف المقابر الجماعية التي تركها داعش في الرقة. تقع حفرة الهوتة في ريف الرقة ويبدو أن عناصر التنظيم أرادوا التخلص من بعض ضحاياهم المدنيين فنفذوا فيهم إعدامات سريعة ورموهم في هذه الحفرة التي ستبقى شاهدا على فترة مظلمة عاشتها المدينة تحت حكم قطعان الشر الظلامية التي عاثت في الأرض فسادا باسم دولة الخلافة المزيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *