خلال الأسابيع الماضية، شنت هجمات على سلسلة مطاعم تحمل أسماء وكالات أميركية في العاصمة بغداد، متهمة بالمساعدة في تمويل إسرائيل. فقد هاجم ملثمون واقتحموا كل من مطعم “جلي هاوس وليز”، بالإضافة الى فروع “كنتاكي فرايد تشيكن” ومعهد تعليمي أميركي بريطاني في العاصمة.
وقد تعرضت هذه المطاعم للتخريب والتحطيم والإغلاق بالقوة، وأظهرت صور ومقاطع فيديو هتافات ضد أميركا وإسرائيل. وجاءت هذه الهجمات بعد أن دعت كتائب حزب الله إلى مقاطعة وطرد المصالح الأميركية التي تغطيها عناوين مدنية، وعدم منحها الحرية في ممارسة أنشطتها على الأراضي العراقية، على أن يتم ذلك بأدوات غير السلاح. وكثفت القوات الأمنية من تواجدها في العاصمة، وخاصة في الأحياء التي تضم ماركات أميركية.
وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “شباب القدس الثائر” مسؤوليتها عن الهجمات على المطاعم الأميركية في بغداد، ونشر البيان على قناة تليجرام وروجت له منصات فصائل مسلحة أخرى. وحركة “شباب القدس الثائر” جزء من كتائب حزب الله، بحسب تصريحات أدلى بها عدد من ضباط الأمن العراقيين في بغداد. وأشارت المصادر إلى أن الكتائب تريد الضغط على الحكومة لمنع استبدال القوة الأمنية المسؤولة عن الأمن في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد، ووجهت بخلق حالة من الفوضى في العاصمة للقيام بذلك. في الوقت نفسه، يحاول العراق تشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار وفتح متاجر على أراضيها، وسط استقرار نسبي يشوبه بعض الحوادث الأمنية.
إن أعمال التخريب التي نفذتها هذه الميليشيات الخارجة عن القانون ضد سلسلة مطاعم أميركية في بغداد هي عكس ما تطمح إليه الحكومة العراقية تماماً، خاصة وأن الهدف الأساسي من زيارة السوداني إلى واشنطن في إبريل/نيسان الماضي كان جذب الشركات الأميركية الكبرى للاستثمار في العراق، وكانت الملفات الاقتصادية والاستثمارية من أولويات الزيارة، بما في ذلك مصلحة استقرار وازدهار الاقتصاد في العراق. إن هذه الميليشيات تعيث فوضى غير عادية في العاصمة بتوجيهات داخلية وخارجية، وتعطل عجلة التقدم والتنمية، كما أن مثل هذه الهجمات قد تضعف قدرة العراق على جذب الاستثمارات الأجنبية في المستقبل.
وقد سارعت بعض المطاعم ذات الأسماء الأجنبية إلى إصدار بيانات توضح أنها شركات محلية لا علاقة لها بالشركات الأميركية، خوفاً من استهدافها من قبل هذه الميليشيات الخارجة عن القانون. إن استهداف المطاعم المملوكة للعراقيين على الأراضي العراقية والتي يعمل فيها عراقيون بحجة المقاطعة الاقتصادية للماركات الأميركية التي يقولون إنها تساعد في تمويل إسرائيل، ما هو إلا استهداف للعراقيين والاقتصاد العراقي. إن إرهاب الناس بهذه الطريقة وخلق الفوضى وانعدام الأمن يضر كثيراً باستقرار العراق.