عرائس داعش خير مثال على الخداع وغسيل الدماغ الذي مارسه التنظيم بحق نساء من خارج الشرق الأوسط لم يملكن المعلومات الدينية الكافية لكشف أكاذيب التنظيم التي هدفت إلى تجنيدهن أو جلبهن من دولهن الأمنة إلى العراق وسوريا.
مصطلح “عرائس داعش” أصبح معروفا بعد عام 2014 وشمل النساء أو الفتيات اللواتي تم استدراجهن إلى مناطق التنظيم في العراق وسوريا أو زوجات المقاتلين اللواتي جئن مع أزواجهن وصرن أرامل بعد مقتلهم في المعارك أو في عمليات داعش الانتحارية. استغل التنظيم هؤلاء النسوة أبشع استغلال فوظفهن في جهاز الحسبة وسخرهن في بعض العمليات الانتحارية إضافة إلى إرهاب المدنيين وفي التعامل مع السبايا وتعذيبهن أو بيعهن أو نقلهن من مدينة إلى أخرى. بكلمات أخرى وظف داعش قسما منهن في عمليات التعذيب الممنهج ضد الضحايا وأستغلهن لتحقيق أغراضه الشريرة.
شميمة بيغوم من أشهر عرائس داعش التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها في عام 2015 وتحمل الجنسية البريطانية من أبوين من أصول بنغلادشية. سافرت هذه الفتاة القاصر مع أثنين من صديقاتها عبر تركيا إلى سوريا واستقرت في الرقة وتزوجت داعشيا يحمل الجنسية الهولندية. حملت ثلاث مرات خلال وجودها مع التنظيم وتوفي اثنان من أطفالها. عثرت عليها السلطات البريطانية في عام 2019 في معسكر روج (سوريا) حيث توفي طفلها الثالث. جردتها السلطات البريطانية من جنسيتها والذي دفعها إلى الدخول في معركة قضائية بهذا الخصوص.
في مقابلة لها مع صحيفة التايمز البريطانية، اعترفت بيغوم أنها تعرضت لغسيل دماغ وأنها جاءت إلى سوريا بعد أن صدقت كل ما قيل لها واعترفت إنها كانت تعلم القليل عن دينها. في المقابلة ذاتها، قالت شميمة: عندما غادرت أراضي تنظيم الدولة الإسلامية لأول مرة، كنت تحت تأثيرهم فقد غسلوا مخي وكنت أدعمهم بسبب ما علموني إياه وأن جميع تعليقاتي الداعمة للتنظيم جاءت جراء الخوف منهم”. وفي مقابلة لها مع صحيفة ديلي ميل البريطانية، قالت “عروس داعش”: “إنها تعرضت لغسيل دماغ قبيل خروجها من المملكة المتحدة” وأضافت أيضا أنها لا تريد البقاء في مخيم روج في سوريا لخشيتها من عقوبة الإعدام بسبب التهم الموجهة لها ومنها المشاركة في الحسبة، شرطة داعش النسائية سيئة السمعة، والتورط في أعداد الأحزمة الناسفة للانتحاريين. كما صرحت أيضا أنها لا تريد أن تٌحاكم في سوريا وتريد العودة إلى موطنها الأصلي، بريطانيا، التي رفضت طلبها وجردتها من جنسيتها لأسباب تتعلق بالأمن القومي. بعد تجريدها من جنسيتها البريطانية، رجحت مصادر في بريطانيا أن عروس داعش ستحاول العودة إلى بنغلادش، موطن والديها الأصلي. لم تتأخر حكومة بنغلاديش في التصريح بأن عقوبة الإعدام ستكون بانتظارها بتهمة الإرهاب في حال عودتها إلى بنغلاديش.
التناقض بين أفعال داعش وادعاءاته فيما يخص شميمة واضح لا لبس فيه. الشريعة لا تسمح للأطفال القصر بمغادرة مدنهم بدون موافقة ووجود ولي الأمر (شخص بالغ من الأبوين أو أقارب الدرجة الأولى)، فكيف بمغادرة بريطانيا إلى تركيا ومنها إلى مدينة الرقة في سوريا حيث المعارك والحرب؟ الشريعة لا تسمح بتزويج طفلة قاصر بدون وجود ولي الأمر الذي يوقع على وثيقة الزواج ولم يحدث هذا في زواج عروس داعش وكأن أمر الشريعة لا يعنى عناصر التنظيم وخليفته المزيف الذي أعلن جهارا إتباع الفقه والسنة. أنه تناقض واضح بين الأقوال والأفعال فقد توقفت ادعاءات الدواعش حينما تعلق الأمر باستغلال النساء لأغراض نشر الشر والخراب وتوفير المتعة الجنسية لعناصر التنظيم بدون التفكير ولو مرة بمصير النساء على المستوى الإنساني.