لدى إيران استراتيجية ثابتة، وهي جعل الصراعات خارج حدودها، وهو الدافع الرئيسي لخلق ميليشيات موالية لها في الإقليم، لتضع خطا أحمر وهو عدم مواجهة الخصوم على الأرض الإيرانية مهما كلف الأمر. بالنسبة لطهران، تكمن قوة المحور في إمكانية الإنكار المعقولة التي تأتي من الاستقلال التشغيلي والإقليمي لكل عضو.حيث تستطيع إيران أن تنأى بنفسها عن الميليشيات عندما تخدم أفعالها مصالح إيران الاستراتيجية في المنطقة. فإن النئام الايراني في النهاية قام ببناء محور من الميليشيات لضمان بقائها، وليس بقاء أحد أذرعها.
الآن بعد أن خرج الإزعاج الإيراني عن الاستفزازات السابقة وأدى قصف الميليشيات إلى مقتل ثلاثة جنود أميركان وجرح أكثر من ثلاثين آخرين فإن الوضع صار مفتوحا على كل الاحتمالات. هناك دلائل على أن القيادة الإيرانية متوترة بشأن بعض تصرفات وكلائها في العراق وسوريا واليمن، حيث تهدد الهجمات التي تشنها الميليشيات بتعطيل الأمن والأقتصاد العالمي. في الواقع أن هجوم الأردن، والذي نفذهه حزب الله العراقي المدعوم من إيران، فاجأ طهران وأثار قلق القيادة السياسية هناك.
قرار التهدئة الذي أعلنته كتائب حزب اللة العراقي لم يكن بعيداً عن التنسيق مع الجانب الإيراني، حيث أن تجميد كتائب حزب الله للعمليات القتالية، هو دون أدنى شك قرار اتخذ بمشورة إيرانية والغاية منه هو تبرأة إيران وابعادها عن الموضوع. هذا القرار يعكس العقيدة الايرانية المتمثلة بالهجوم ثم التراجع، حيث تنفذ ايران الهجوم، بشكل مباشر او من خلال الوكلاء، بعدها اما تتراجع او تحاول الوصل الى هدنة من اجل إبعاد الضغط عليها. وتشير التقارير الى انه “مع ايقاف كتائب حزب الله هجماتها مؤقتا، فانها ستعمد الى تصوير نفسها على انها الضحية في حال جرى استهداف لعناصرها، وسيتم تصوير الولايات المتحدة على انها تخرق “وقف اطلاق النار” الذي طرحته الكتائب.
الله يهدي البال ويريحنا من هالحروب ونرجع متل ماكنا
Hdg
حلو