بعد سيطرة عصابات داعش الإرهابية على محافظة نينوى عام 2014، .حوّل تنظيم داعش مدينة الحضر الى ساحة لتدريب مقاتليه وقامت بتدمير المدينة الاثرية التي يرجع تاريخها الى القرن الثاني قبل الميلاد بعد ان دمرت وسرقت اثار نمرود الاشورية والعديد من المناطق الاثرية في المنطقة وسط احتجاجات غاضبة من قبل علماء الاثار .والمنظمات الدولية وخصوصا منظمة اليونيسكو التي أدرجت مدينة الحضر ضمن الأماكن الاثرية العالمية.
بنيت مدينة الحضر في القرن الثالث قبل الميلاد وتقع على بعد نحو 80 كيلومتر عن مدينة الموصل وتم انشاءها بين إمبراطوريتين كبيريتين وهما الإمبراطورية الرومانية في الشمال والامبراطورية الفارسية في الجنوب .ونجت المدينة من عديد من الغزوات ولكن خلال القرن الثالث الميلادي دمرت المدينة وهجرها أهلها، وبعد دخول الإسلام الى المنطقة تحولت الى موقع استراتيجي مرة أخرى. وأصبحت الممر التجاري التاريخي عبر آسيا الذي عرف باسم طريق الحرير.
بعد تحرير الموصل من براثن الإرهاب، باشر أهالي المدينة بمساعدة المنظمات الدولية في إعادة بناء المناطق الاثرية التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي .حيث تسعى العديد من المبادرات المحلية والعالمية على تأهيل تلك المناطق لغرض تشجيع السياحة في المدينة وانهاء صفحة سيطرة داعش الإرهابي على المنطقة.
وفي مطلع العام الحالي، اعادت الجهات المسؤولة عن الاثار في العراق فتح الموقع الاثري مرة أخرى في اعقاب الانتهاء جزئيا من مشروع ترميمها بالتعاون مع الرابطة الإيطالية الدولية للدراسات الشرقية .ومع المشاريع والمساعدات الدولية بدأت المدينة تستعيد قدرتها التاريخية في استقدام السائحين من داخل العراق وخارجه بالإضافة الى الكثير من المؤسسات والمجاميع والباحثين المختصين في المناطق الاثرية.
وأكد مدير مدينة الحضر الأستاذ فاضل محمد ان الكثير من المتغيرات التي جاءت وفق معطيات عدة من بينها استقرار الأوضاع الأمنية وعمليات إعادة نصب التماثيل وترميم الاثار المدمرة .بالإضافة الى تأهيل المدن الاثرية القريبة منها اسفرت عن توجه الأنظار مجددا صوب تلك المعالم الاثرية.