منذ أن أنقلبت على الحكومة الشرعية اليمنية وإجتاحت العاصمة اليمنية صنعاء، سعت جماعة الحوثي الأنقلابية الى ترسيخ جذور النظام الإيراني في الأراضي اليمنية، حتى أنها حولت الكثير من الأماكن في مناطق سيطرتها في شمال وشمال غرب اليمن، إلى مصانع وورش عسكرية، تتم فيها صناعة وتطوير كافة أنواع الأسلحة وخاصة الصواريخ الباليستية والألغام البحرية والطائرات المسيرة، التي تستخدم من قبل الحوثيون وكلاء نظام طهران في اليمن لتنفيذ أنشطة وأعمال عدائية في المنطقة والمياه الأقليمية، مستخدمة موقع اليمن الجغرافي لتنفيذ تلك الأعمال الإرهابية.

وبعد فقدان النظام الإيراني للكثير من نفوذه وسيطرته على المحافظات السورية وجنوب لبنان، بعد سقوط نظام بشار الأسد وتراجع قدرة حزب الله اللبناني العسكرية إلى أدنى مستوياتها، بدأ النظام الإيراني بزيادة تركيزه وتكثيف جل إهتمامه على اليمن، وبدأ بتوطين أجزاء من برنامجه الصناعي العسكري في مناطق سيطرة الحوثيين الذين ينفذون أجندته وأوامره على حساب أبناء الشعب اليمني الذين إزدادت معاناتهم في السنوات العشر الأخيرة ولا زالو يواجهون أكبر أزمة إنسانية في تأريخ اليمن.
يبدو أن إيران وبعد تلقيها العديد من الضربات التي دمرت بنيتها التحتية العسكرية، فكرت بموضوع من شأنه أن يخفف عنها العبئ ولكي تتفادى التدميرالكامل لبرامجها العسكرية، وهو تحويل بعض من تلك البرامج العسكرية الإيرانية الى بعض المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي كصعدة وحجة وأرياف صنعاء. وبعد كل ما تعرض له اليمن من هجمات بسبب الحوثيين، إلا أنهم لم يتعظوا بعد ولم يفكروا بمصلحة اليمن إطلاقا، ويستمرون بتنفيذ أنشطة الحرس الثوري الهادفة لزعزعة أمن وإستقرار اليمن على وجه الخصوص والمنطقة بشكل عام.
على صعيد آخر لا زال أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية يطالبون ميليشيا الحوثي بالإبتعاد عن مساعدة النظام الإيراني والحرس الثوري المتهالك وإبعاد اليمن عن كافة الصراعات الإقليمية، والتخلي عن السلاح والعمل الى جانب كافة الأطراف اليمنية الأخرى، التي همها الأول والأخير إنهاء الحرب في اليمن والتفاوض السلمي للخروج بحل شامل يخرج البلاد من المآسي والأزمات التي يواجهها، لم يفت الآوان بعد ومازال هناك فرصة للحوثيين الذين يدعون الوطنية بإثبات إدعاءاتهم، من خلال الإستجابة لمطالب الشعب والحكومة اليمنية.