افتتح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء الماضي، مطار الموصل الدولي بعد إعادة بنائه بالكامل.
ويأتي الافتتاح بعد 11 عاما من إغلاقه، وبعد ثمانية أعوام من تحرير المدينة من قبضة تنظيم الدولة المزعوم، الذي قام بتدمّير مدينة الموصل ومطارها خلال فترة سيطرته على المدينة. أفاد بيان لرئاسة الوزراء بأن السوداني افتتح مطار الموصل الدولي بعد إعادة تأهيله وتطويره بحضور عدد من الوزراء المسؤولين. ونقل البيان عن السوداني قوله إن “مطار الموصل سيتم تشغيله بشكل كلي بعد شهرين, بعد اختيار شركة متخصصة بهذا الأمر, وسيكون همزة وصل مضافة بين الموصل وباقي مدن العراق والمنطقة”. وأضاف أن الحكومة تعمل على تعزيز الفرص الاقتصادية والتنموية لمحافظة نينوى من خلال تشغيل رحلات الطيران من المطار وإليه. واعتبر البيان أن مطار الموصل الدولي بوابة حيوية مهمة, تزيد من التكامل في النقل الجوي بين المطارات العراقية, ومطارات المنطقة والعالم, ضمن خطة تنموية شاملة.
الإرهاب لا يعرف غير الهدم
وقد استولي تنظيم الدولة المزعوم على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وعاصمة محافظة نينوى شمالي البلاد، في 10 يونيو / حزيران 2014 عقب اجتياحه لمناطق واسعة من شمال وغرب العراق. وتمكنت القوات العراقية لاحقا، مدعومة بتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، من تحرير المدينة في عام 2017 بعد خوض معارك دامية ضد التنظيم الإرهابي. وأعلنت بغداد في أعقاب تلك المعارك، أستعادة مطار الموصل، الذي تم تدميره بالكامل وخروجه عن الخدمة، وهزيمة التنظيم الإرهابي في العراق بشكل رسمي.
عودة حركة الطائرات إلى سماء الموصل
أعلنت الحكومة العراقية عن خطة لإعادة بناء المطار في أغسطس 2022، وقام رئيس الوزراء في حينها، مصطفى الكاظمي، بوضع حجر الأساس لمشروع إعادة بناء المطار. ووصل السوداني رئيس الوزراء العراقي إلى المطار، الأربعاء الماضي، 16يوليو/ تموز، بطائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية ليعلن، بحسب بيان رسمي، “بدأ تشغيل المطار بالكامل بعد شهرين”.
وقد صُمم المطار ليستوعب الطائرات الكبيرة المخصصة لنقل الركاب والبضائع، بقدرة سنوية تصل إلى 630 ألف مسافر، وطاقة شحن تبلغ نحو 30 ألف طن سنويًّا. من جهته، صرح مدير المطار، عمّار البياتي، لوكالات الإعلام بأن المطار أصبح جاهزًا لتسيير الرحلات الداخلية والدولية، دون تحديد موعد فعلي لانطلاق الرحلات، مشيرًا إلى أن تركيا والأردن كانتا من أكثر الوجهات ارتباطًا بالمطار قبل أن يخرج عن الخدمة نتيجة سيطرة التنظيم الإرهابي على الحياة في الموصل. ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه العراق مرحلة من الاستقرار النسبي بعد سنوات من النزاعات والإرهاب والصراعات المسلحة، التي تركت آثارًا مدمّرة على البنية التحتية والسياسات العامة في البلاد.