يجتمع تكتل أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، غدا الإثنين، على خلفية تراجع متوقع في الطلب.
وقالت مصادر من أوبك+ وفق وكالة رويترز، إن المنظمة ستُبقي على حصص إنتاجها من النفط ثابتة على الأرجح في أكتوبر تشرين الأول، رغم أن مصادر لا تستبعد تخفيض الإنتاج لدعم الأسعار التي هوت من مستويات مرتفعة للغاية هذا العام.
وعدلت أوبك+ توقعاتها للسوق لهذا العام وتتوقع الآن أن يقل الطلب عن الإمدادات بواقع 400 ألف برميل يوميا، في تعديل بالخفض لتوقعات سابقة عند 500 ألف.
في الوقت نفسه، يواجه تحالف “أوبك+” موقفاً غير معتاد، فبعد قضاء عامين في تغذية إنتاج النفط الخامل تدريجياً في عالم ما بعد الجائحة، سيطرت خلال الأشهر القليلة الماضية الضغوط من جانب المستهلكين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة لترويض التضخم عن طريق زيادة العرض.
ودفعت التقلبات خلال الآونة الأخيرة، بما في ذلك انخفاض خام برنت بأكثر من 20% منذ أوائل يونيو، الرياض إلى القول إنَّ خفض الإنتاج قد يكون ضرورياً.
وقال كريستيان مالك، الرئيس العالمي لاستراتيجية الطاقة في “جيه بي مورجان تشيس” (JPMorgan Chase & Co): “يتعين على (أوبك+) البحث بشكل أكبر في مجموعة واسعة من السيناريوهات خلال الاجتماع”.
وأضاف” لقد تغيرت عدة أمور منذ اجتماع “أوبك+” قبل شهر، عندما كان يتعين عليه بحث مناشدات الرئيس جو بايدن لزيادة الإنتاج على نطاق أوسع”
ضغوط روسية
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأحد، عن مصادر مطلعة قولها، إن روسيا أبدت معارضة لخفض إنتاج النفط في الوقت الحالي، وإن من المرجح أن تُبقي أوبك وحلفاؤها (أوبك +) على مستوى إنتاجها عندما تجتمع غدا.
وقال ستيفن برينوك، المحلل في شركة (بي.في.إم) للسمسرة في النفط، إن برنت تخلى عن المكاسب التي حققها بعد التعليقات السعودية في 22 أغسطس آب، وإن المجموعة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لوقف الانهيار.
وأضاف “من المرجح أن تُبذل جهود لتحفيز السوق قبل الاجتماع الحاسم. ومع ذلك، فإن الفعل وليس الكلام
سوق النفط
ومع ذلك، من المتوقَّع أن يتجاوز تحالف “أوبك+” الهدوء الحالي في الأسعار، إذ توقَّع 16 من 20 من التجار والمحللين الذين شملهم استطلاع “بلومبرج” أنَّ التحالف سيظل ثابتاً عندما يقرر مستويات إنتاج أكتوبر في اجتماع عبر الإنترنت يوم الإثنين المقبل.
أسعار النفط
وانخفض خام برنت القياسي إلى نحو 95 دولارا للبرميل من 120 في يونيو/ حزيران وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي وركود في الغرب.
وتشير البيانات من السوق الفعلية إلى أن العرض ما زال شحيحا، إذ تنتج العديد من دول أوبك أقل من أهدافها فيما تهدد العقوبات الغربية الجديدة الصادرات الروسية.
وأكدت روسيا الجمعة أنها ستوقف توريد النفط للدول التي تؤيد فكرة تحديد سقف لأسعار إمداداتها من الطاقة وسط صراع عسكري في أوكرانيا.
واتفقت أوبك+ في اجتماعها السابق على زيادة المستوي المستهدف للإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا لشهر سبتمبر أيلول، بعد إلغاء تخفيضات قياسية بلغت نحو عشرة ملايين برميل يوميا كانت وافقت عليها في عام 2020 للمساعدة في مواجهة تأثير جائحة كورونا.
وقال تقرير اللجنة الفنية إن الطلب على النفط، الذي تتوقع أن يزيد 3.1 مليون برميل يوميا هذا العام، يواجه غموضا كبيرا ولا سيما في ظل ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية التي تقوض ميزانيات المستهلكين.
وقال التقرير إن “ارتفاع أسعار الطاقة يشكل خطرا آخر في المستقبل.. وقد يؤدي ..إلى خفض كبير في الاستهلاك أكثر مما هو متوقع حاليا، وخاصة قرب نهاية العام”.
وأظهر مسح شهري لرويترز بشأن إنتاج أوبك نُشر الأربعاء أن الإنتاج ارتفع في أغسطس/ آب إلى أعلى مستوى له منذ بدايات الجائحة في 2020 لكنه مازال أقل بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا عن المستوى المستهدف للشهر، مقابل عجز بلغ 1.3 مليون برميل يوميا في يوليو تموز.
ويفتقر منتجون كثيرون في أوبك وأوبك+ لطاقة إنتاجية فائضة لزيادة الإنتاج بسبب عدم كفاية الاستثمار في الحقول النفطية وأيضا عقوبات غربية على منتجين للخام مثل إيران وفنزويلا وروسيا.
وقال الأمين العام لمنظمة “أوبك” هيثم الغيص، إنَّه يتوقَّع ارتفاعاً “تصاعدياً” للطلب من المستهلكين المتحمسين لاستئناف الحياة الطبيعية بعد عامين من فرض القيود لمواجهة كوفيد. عدلت لجنة “أوبك+” التي اجتمعت في وقت سابق الأسبوع الجاري توقُّعاتها، لتكشف نقص الإمدادات في الربع الرابع من العام الجاري.
وقال وارن باترسون رئيس استراتيجية السلع في “اي ان جي غروب ان في” (ING Groep NV) في سنغافورة: “سيكون من الغريب خفض الإنتاج بينما تظهر أرقامهم ( أعضاء تحالف أوبك+) سوقاً أضيق من المتوقَّع”.