• الخميس. يونيو 5th, 2025

مكة المكرمة تبدأ استقبال حجاج الداخل لأداء طواف القدوم

أكد الدكتور محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة بالمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، اكتمال وصول حجاج الخارج إلى مكة المكرمة، بينما بدأ حجاج الداخل بالتوافد إلى الحرم المكي الشريف هذه الليلة استعدادًا لتأدية مناسك الحج.

مكة المكرمة تبدأ استقبال حجاج الداخل لأداء طواف القدوم
الصورة-commons.wikimedia.org

في تصريحات لقناة “العربية”، أعلن المسؤول السعودي القرني اكتمال المرحلة الأولى من موسم الحج لعام 2025 بنجاح كبير. امتدت هذه المرحلة على مدار 36 يومًا، حيث تنقل الحجاج القادمون من الخارج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة دون أي حوادث أو معوقات. يعكس هذا الإنجاز التزام المملكة المستمر على مدى عقود بتطوير منظومة الحج، التي تُعد واحدة من أضخم التجمعات الدينية في العالم. تاريخيًا، كان الحجاج في القرن العشرين يواجهون مشقة السفر بالإبل أو سيرًا على الأقدام لأسابيع. لكن الاستثمارات السعودية في البنية التحتية، مثل قطار الحرمين السريع وقطار المشاعر، قلبت هذا الواقع. تدعم هذه الجهود رؤية 2030 التي تركز على تعزيز السياحة الدينية مع ضمان الأمان والكفاءة. الآن، تستعد المملكة لاستقبال الحجاج من الداخل حتى السابع من ذي الحجة، مع توقعات بوصول مليون حاج هذا العام وفق نظام الحصص.

الاستعداد لأيام التشريق

أوضح القرني أن حركة الحجاج ستبدأ مساء الغد من الساعة الثامنة مساءً حتى العاشرة صباح الثامن من ذي الحجة. سيتجمع حوالي مليون حاج في مشعر منى لأداء مناسك الحج. صباح الثامن، سينتقل 650,000 حاج مباشرة من مكة إلى عرفات، حيث يقضون يوم الوقوف بعرفات في التاسع من ذي الحجة. يهدف التخطيط الدقيق إلى إيصال الجميع إلى عرفات قبل الثالثة فجرًا. تعتمد المملكة ثلاث وسائل نقل لمرحلة التروية من منى إلى عرفات. ينقل قطار المشاعر، الذي بدأ تشغيله عام 2010، حوالي 316,000 حاج، مما يخفف الضغط على الطرق. بينما تنقل الحافلات الحديثة والتقليدية 720,000 حاج آخرين إلى عرفات. يدير المركز العام للنقل هذه العملية بتنسيق محكم، مستفيدًا من دروس الماضي مثل حادثة منى 2015 التي عززت إجراءات السلامة.

أسطول هائل وخطط طوارئ محكمة

كشف القرني عن توفير 24,700 حافلة لخدمة الحجاج هذا العام، وهو رقم يفوق الـ17,000 حافلة المستخدمة في 2023، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية. إضافة إلى ذلك، جهزت المملكة 2,500 حافلة احتياطية للتعامل مع أي طوارئ. تعكس هذه الأرقام التخطيط الاستباقي الذي بدأ منذ انتهاء موسم الحج الماضي. استفادت المملكة من تجارب الزحام في التسعينيات، مما دفعها لتطوير أنظمة مراقبة فورية وتقنيات ذكاء اصطناعي لإدارة الحشود. ينسق القطاعان الأمني والخدمي بسلاسة لضمان سلامة الحجاج.

إرث من التفاني

لا تقتصر جهود السعودية على النقل، بل تشمل تحسينات شاملة منذ انتهاء موسم الحج 2024. سجلت وزارة الحج والعمرة حضور 1.8 مليون حاج العام الماضي، ومن المتوقع تثبيت العدد عند مليون هذا العام بسبب تحديثات البنية التحتية. تشمل هذه التحديثات توسيع المسجد الحرام وتحسين أنظمة التبريد في خيام منى لمواجهة الحرارة الشديدة. كما ساعد تطبيق “نسك” الحجاج على التنقل بسهولة باستخدام إرشادات فورية. مع وصول الحجاج المحليين، تؤكد المملكة مكانتها كقائد عالمي في إدارة التجمعات الكبرى، محافظة على إرثها كخادم للحرمين الشريفين.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *