لا يزال سد النهضة الإثيوبي يثير الجدل والتساؤلات، خاصة بعد أن أثار حديث بعض الخبراء عن وجود عيوب تقنية في هيكل السد، مخاوف بشأن مدى صحة هذه الادعاءات وتأثيرها المحتمل على دولتي المصب، مصر والسودان.
ترددت أخبار عن أسباب تأخر إثيوبيا في فتح بوابات تصريف المياه حتى الآن، تشمل خللاً فنياً، وتدني كفاءة تشغيل بعض التوربينات، إلى جانب عدم اكتمال شبكة نقل الطاقة الكهربائية أو جاهزيتها.

لكن خبيراً مصرياً أكد أن المرحلة الصعبة لسد النهضة قد انتهت، وأن المخاوف المرتبطة به تتلاشى تدريجياً، متوقعاً زيادة تدفقات المياه إلى مصر والسودان في السنوات القادمة. وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “لم تعلن إثيوبيا ولا أي جهة علمية عالمية أخرى عن وجود عيوب في جسم سد النهضة تؤثر على سلامته أو على حجم التخزين”. وأضاف: “موسم الأمطار لم يبدأ بعد في إثيوبيا، حيث يبدأ مع الأسبوع الأول من يونيو سنوياً، ثم يزداد تدريجياً ليبلغ ذروته في يوليو وأغسطس، ثم يتراجع من سبتمبر إلى ديسمبر”.
وأوضح الخبير المصري أن “أديس أبابا كانت تستمر في صب الأسمنت للسد حتى 20 يونيو سنوياً دون تأثير الأمطار، ثم تتوقف قبل يوليو بسبب اشتداد الأمطار التي تؤثر على جودة الأعمال الخرسانية”. وأشار إلى أن إثيوبيا أكملت الملء الخامس العام الماضي، حيث بلغ حجم التخزين 72 مليار متر مكعب بحلول نهاية ديسمبر، وبذلك يتبقى 2.5 مليار متر مكعب فقط للوصول إلى السعة الكلية لبحيرة السد البالغة 74.5 مليار متر مكعب.
وأكد نور الدين أنه “مع احتساب الفاقد من التصريف والبخر والتسرب العميق من جوانب وقاع البحيرة، قد يصل الملء السادس إلى 8 مليارات متر مكعب، وهي كمية محدودة لا تؤثر على مصر والسودان. وبالتالي، يمكن القول إن المرحلة الحرجة مرت بسلام، مع فيضان مرتفع خلالها، وسيؤدي تشغيل التوربينات بسحب المياه من البحيرة إلى زيادة تدفقات المياه إلى مصر والسودان”.
وأضاف أن مخاوف مصر والسودان تتركز فقط على السنوات الجافة التي ينخفض فيها الفيضان، حيث تطالب الدولتان بأولوية تصريف المياه إليهما بدلاً من التخزين، مع اكتفاء إثيوبيا بتوليد 80% من الطاقة المستهدفة خلال هذه الفترات لتجنب نقص حاد في المياه أثناء الجفاف.
وأشار إلى أن القاهرة أكدت استمرار الخلاف حول ملف سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدة أن الملف لم يُجمّد، بل يتم بحثه مع الشركاء الدوليين. وكان ياسر سرور، مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان، قد صرح لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن الجهود الدبلوماسية لم تتوقف، وأن مصر مستمرة في توضيح القضية على المستويين الفني والسياسي، كونها قضية وجودية مرتبطة بحياة الشعب المصري.