كشفت مجلة أمريكية، أن دولة الإمارات تسير بقوة نحو إحداث تفوق في مجال صناعة الرقائق الاكترونية وأشباه الموصلات؛ عبر استثمارات بمليارات الدولارات في بعض الدول، ضمن رؤيتها الاقتصادية 2030.
وقالت مجلة “ناشيونال إنترست” في تحليل لها: إن “الاستثمار الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع أشباه الموصلات، هو جزء من استراتيجية إماراتية أكبر للتركيز على التكنولوجيا العميقة ووضع الدولة كرائد تقني في ظل الرؤية الاقتصادية 2030”.
وأوضحت المجلة، أن صناعة أشباه الموصلات هي واحدة من أكثر الصناعات تطلبا لرأس المال على مستوى العالم.
وأشارت إلى أن الحكومة الإماراتية وضعت رؤية وطنية كانت أساسية في تحديد الأهداف لمختلف الصناعات، حيث أصبحت التكنولوجيا والإنترنت في طليعة الأولويات مع سعي دولة الإمارات لرقمنة الحياة اليومية.
وتشمل بعض المجالات المحددة في إطار الرؤية الوطنية وداخل المجال التكنولوجي للدولة؛ الروبوتات وسيارات الأجرة الطائرة، والطائرات بدون طيار المتقدمة، ومراكز البيانات وتطوير مركز التكنولوجيا والاستثمارات في صناعة أشباه الموصلات.
ومن المتوقع أن تطلق “Cruise”، وهي شركة تدعمها “جنرال موتورز” و”هوندا”، أول سيارة أجرة آلية في دبي عام 2023، علما أنه الهدف هو الحصول على 4000 سيارة ذاتية القيادة بحلول عام 2030.
ووفقًا لولي عهد دبي الشيخ “حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم”، فإن الإمارة تهدف إلى القيام برحلات ذاتية القيادة لتشكل 25% من إجمالي الرحلات في الإمارة.
وفي محاولة لوضع نفسها كقوة تقنية خارج الشرق الأوسط، استثمرت الإمارات على نطاق واسع في قطاعات التكنولوجيا المتخصصة التي تحتل مركز الصدارة في الاقتصاد العالمي، حسب المجلة.
وذكرت المجلة أنه “في عام 2011، كجزء من جهود الإمارات لتنويع اقتصادها بعيدًا عن إنتاج الطاقة، استحوذت شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي، وهي مستثمر سيادي رائد، على شركة استثمار التكنولوجيا المتقدمة (ATIC)، الشركة الأم لشركة تصنيع أشباه الموصلات “غلوبل فاوندريز” ومقرها كاليفورنيا”.
ووفق “ناشيونال إنترست”، تعد تلك الشركة واحدة من أكبر خمس شركات لتصنيع الرقائق على مستوى العالم، وتنتج أشباه موصلات متقدمة لشركات مثل “أبل” و”إنتل” و”أمازون”، كما أنها تعتبر ثالث أكبر منتج لأشباه الموصلات بعد “TSMC” و”سامسونج”.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت “جلوبل فاوندريز” عن خطط للتوسع من خلال بناء مصنع تصنيع جديد بقيمة 4 مليارات دولار في سنغافورة.
وعلى الرغم من عدم وجود أي مؤشر فيما إذا كانت الإمارات ستحاول بناء صناعة أشباه الموصلات داخل البلاد، بيد أن أبوظبي مستثمر قوي في هذا القطاع.
وتعد جامعة “خليفة” في أبوظبي من أوائل المؤسسات الأكاديمية في المنطقة التي تقدم تدريبًا على تصميم أشباه الموصلات، ومؤخراً، قامت شركة “Next Orbit Ventures” الإماراتية وشركة “Tower Semiconductor” الإسرائيلية بتأسيس مشروع مشترك لاستثمار 3 مليارات دولار لإنشاء مصنع لتصنيع الرقائق في الهند.
ويعتبر استثمار الإمارات في “جلوبل فاوندريز” جزءًا من طموح إماراتي أكبر لتحويل تركيزها إلى التكنولوجيا العميقة وترسيخ الدولة كرائد تقني عالمي، وليس مقصورًا على الشرق الأوسط.