• السبت. نوفمبر 23rd, 2024

مصر تعتذر لفنان روسي عن سرقة لوحاته.. وتشكيلي: “فضيحة” (خاص)

تطورت أزمة لوحات محطة مترو كلية البنات في مصر، وقررت الجهات المعنية تغيير التصميمات “المستوحاة” من أعمال التشكيلي الروسي خورخي كوراسوف.

وأصدرت الهيئة القومية المصرية للأنفاق وشركة “آر ايه تى بى” ديف للنقل كايرو، المشغلة للخط الثالث لمترو الأنفاق، بيانًا مشتركًا، الثلاثاء، تعتذر فيه للفنان الروسي وللجمهور بعد الأزمة المثارة منذ أيام، وسط اتهامات للمصممة غادة والي بـ”السرقة”،

وجاء في البيان: “تم التعاقد مع وكالة (استوديو والي) للدعاية التابعة لغادة والي، لإنشاء تصميمات فنية خاصة بالمشروع الثقافي بمحطات الخط الثالث، وتم إدراج بند ملزم قانونيا ينص بأن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم تصميمات فنية أصلية”.

أضاف البيان: “وفي حالة الاقتباس أو النسخ، يتعين عليها الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال يخول استخدامها، وفقًا لما هو متعارف ومعمول به مع جميع الفنانين، وفي مارس الماضي تم إنهاء العقد مع شركة الدعاية نظرا لأسباب أخرى”.

وأوضح البيان أن شركة “والي” أخلت بعض بنود العقد والتنفيذ، مضيفًا: “هيئة الأنفاق والشركة الفرنسية لم يكونا على دراية بأن تلك التصميمات مستوحاة بشكل غير قانوني من لوحات فنان روسي، وأنهما ضد أي تعدي على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل، ويتم حاليًا دراسة الإجراءات القانونية المناسبة”.

“سرقة وفضيحة”

الفنان التشكيلي المصري مجاهد العزب يرى أن “السبق يحسم المسألة، وينفي أي حديث عن توارد الأفكار، فهل يمكن أن ترى نسختين من (زهرة الخشخاش) في وقت واحد، لا مجال للحديث عن توارد هنا، فهذا العمل متطابق وليس مستلهمًا، وهذا الرسام الروسي باع لوحات بهذه الخطوط المبدعة في الثمانينيات”.

ويضيف “العزب” في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”: “مصر غنية جدًا بتراثها الفني، وبعض الفنانين العالميين مثل بيكاسو استهلم لوحاته من حضارتنا، ولم يكن هناك أي داعِ لهذه السرقة وهذه الفضيحة، وإذا كان لا بد من هذه الفعلة، فكان من الواجب احترام الحقوق الفكرية للمؤلف”.

وأشار “العزب” إلى تعريف الرسام العالمي هنري ماتيس للفنان، فهو “كمّ من الأحاسيس والمدركات”، موضحًا: “المدركات تتحول إلى أشكال ودلالات، وهذا الإدراك يحتاج إلى علم وإحاطة ومعرفة، لكن هذا العمل المطروح في محطة كلية البنان هو نقل بالمسطرة، الحركة واحدة وذكلك الوضعية والخطوط”.

مقترح لحل الأزمة

وتساءل “العزب”: “ماذا غيرت المصممة (غادة والي) في لوحات الرسام الروسي خورخي كوراسوف؟! الحقيقة أنها اكتفت بمجرد تغطية ركبة عارية وإطالة تنورة قصيرة، لكن يبقى العمل منسوبًا إلى خورخي، وهذه الفعلة إهانة وتقليل للفن المصري والقيمة المصرية الغنية بتراثها الزاخر من الأعمال الفنية”.

واقترح الفنان التشكيلي المصري حلًا لإنهاء الأزمة، قائلًا: “الرسام الروسي لم يطالب بحقوق مادية، إنما اكتفى بالمطالبة بحقه الأدبي في اللوحات، لذا اقترح الإشارة إلى أن هذه اللوحات مستلهمة من أعمال الفنان الروسي، وهذا يضمن حقوقه ويرفع الحرج عنّا، وإذا طالب الرجل بحقوق مادية فعلينا ترضيته”,

الفنان الروسي: “سأسترد حقي”

من جانبه قال الفنان الروسي خورخي كوراسوف، لـ”العين الإخبارية”، إنه علم بـ”سرقة” أعماله بموجب رسائل، تلقاها عبر حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأضاف “كوراسوف” أن الرسائل التي تلقاها عبر حساباته كانت من مواطنين مصريين، وتحدثوا معه بشأن ما تضمنه مترو الأنفاق من أعمال خاصة به، موضحًا أنه يبحث السبل الممكنة لاسترداد حقه.

وختم “كوراسوف” تصريحه لـ”العين الإخبارية”: “ماذا ستفعل إذا وجدت سيارة مسروقة منك أعيد طلاؤها بلون مختلف وعرضت في مزاد سيارات نادر؟”.

بداية الأزمة

اتهم الفنان الروسي خورخي كوراسوف المصممة المصرية غادة والي باستخدام لوحاته في محطة مترو كلية البنات دون إذنه أو الإشارة إلى اسمه.

ونشر الفنان الروسي عبر حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، في 2 يوليو/ تموز الجاري، قائلا: “لقد استخدموا لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني أو حتى ذكر اسمي!”.

تعليق “التشكيليين”

نشرت الفنانة صفاء القباني، نقيب التشكيليين المصريين، بيانًا عبر صفحتها على “فيسبوك”، قالت فيه إن المصممة غادة والي “ليست عضو نقابة الفنانين التشكيليين ولم أتشرف بسيادتها ولا أعرفها”.

وأضافت: “ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي دون تصريح منه، يعد تعدي عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أحد إلا بعد أخذ إذنه وكتابه اسمه مشاركا في العمل”.

وأكدت “القباني” في بيانها أن “غادة والي ليست فنانة جداريات، وأن مصر لديها العديد من كبار الفنانين من أصحاب المدارس في التصوير الجداري”.

من هي غادة والي؟

غادة والي من مواليد عام 1990، تخرجت في الجامعة الألمانية، وكرمت في منتدى شباب العالم بمصر، بعد اختيارها من مجلة “فوربس” الأمريكية لتكون من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم تحت سن الثلاثين عام 2017، كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية في مجال تصميم الجرافيك.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *