• الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

أشبال الخلافة (الجزء الثاني)

سبتمبر 11, 2024
1
1

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في عام 2016 تقريرا عن استغلال داعش للأطفال في نشاطاته الإرهابية عبر كيان “أشبال الخلافة” المزعوم. تضمن التقرير أن وسائل إعلام عراقية قد بثت مشاهد لاعتقال عناصر الأمن العراقي لصبي يرتدي قميص كرة قدم ويخفي تحته حزاما ناسفا عندما كان يحاول تفجير نفسه في مدينة كركوك (شمال العراق) إذ نجحت قوات الأمن في تفكيك الحزام الناسف واكتشاف أن الصبي قد تم تخديره من قبل داعش. أشار التقرير ذاته إلى أن تفجيرا قد حدث في مدينة غازي عنتاب التركية استهدف حفل زفاف ونفذه صبي في الثالثة عشرة من عمره من “أشبال” التنظيم. في الفترة ذاتها، نفذ صبي تفجيرا في مباراة كرة قدم في مدينة الصويرة (جنوب العراق) وأعلن داعش مسؤوليته عن العملية.

شبل الخلافة

لا يشير داعش في منشوراته الإعلامية وفيديوهاته إلى أعمار منفذي العمليات المشار اليها مسبقا والعمليات المشابهة لها التي حدثت في العراق وسوريا وأماكن أخرى في العالم لكن الوقائع تدل على توظيف التنظيم للأطفال في العمليات الإرهابية والقتال الميداني في المعارك بلا أي وازع ديني أو أخلاقي وبدون احترام للمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل. حسب مجلة فورن أفيرز، يمكن تقسيم الأطفال المنتمين لـ “أشبال الخلافة” إلى خمس فئات: أبناء المقاتلين الأجانب،أبناء المقاتلين المحليين، الأطفال في دور الأيتام في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، أطفال أخذوا من ذويهم قسراً، وأخيراً أطفال “تطوعوا” للالتحاق بالتنظيم.

في عام 2015، نشر داعش شريط فيديو يظهر فيه “أشبال الخلافة” ينفذون عملية إعدام جماعية للمرة الأولى لعدد من أسرى التنظيم. في هذا الفيديو، نفذ “الأشبال” عملية إعدام جماعية بحق تسعة أسرى ببزات برتقالية واستعملوا بنادق ألية ولا تبرير للإعدام سوى إنهم من طائفة أخرى من طوائف الإسلام. في العام ذاته، نشر مركز الروابط العراقي للبحوث والدراسات الاستراتيجية مقالا تفصيليا عن أساليب داعش في تجنيد الأطفال وتدريبهم وإدراجهم في ما يسمى بـ” أشبال الخلافة”. تضمن التقرير تنفيذ عناصر من “الأشبال” في 4 تموز / يوليو 2015 لعملية إعدام بحق 25 جنديا سوريا وكذلك معلومة جديدة حول مشاركة الأشبال في مجزرة سبايكر في العراق. نجحت القوات العراقية في عام 2016 (بدعم من التحالف الدولي) في قتل أبو حارث العراقي، مسؤول تدريب “أشبال الخلافة” عبر غارة جوية نفذتها القوات الجوية العراقية استهدفت فيها سيارته وسط مدينة الموصل. هذا الشخص هو المسؤول عن تدريب “الأشبال” على القتل وبث سموم الأفكار المتطرفة وبعدها تم زج هؤلاء الأطفال في شوارع المدن التي كانت تحت سيطرة التنظيم. في عام 2018، أصدرت محكمة جنائية عراقية حكما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق “أبو حمزة البلجيكي”، أحد قادة داعش في العراق وأحد المسؤولين عن تدريب “الأشبال” ودفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية أو المشاركة في المعارك.

حسب إيلاف، الجريدة الإلكترونية الأولى في العالم العربي :”أغلب الأطفال (أشبال الخلافة) من 8 إلى 16 عاما من الذين أكملوا تدريباتهم مع داعش كانوا إما في فصيل الانتحاريين، الانغماسين أو الاقتحامين. هؤلاء الأطفال تم استخدامهم بشكل ممنهج لتجنيد أطفال آخرين، وعندما كانت عائلة تقف في وجه تطوع طفلها كان الدواعش من يتولون الحديث مع العوائل ويوجهون لهم تهديدات مبطنة في البداية وصريحة في نهاية الأمر. مارس داعش أساليب كثيرة في تدريب “الأشبال” ومنها غسيل الدماغ وأهمها قطع علاقة عضو الأشبال بعائلته وقيمه السابقة ومرجعيته الأخلاقية والاجتماعية واعتباره “رجلا” قادرا على تنفيذ أجندات التنظيم الإرهابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *