ابتداءا من العام 2015، احتضنت مدينة مشهد الإيرانية مشروعا لتجنيد أطفال دون الخامسة عشر من اطفال دول الجوار على غرار تجنيد الأطفال الذي كان يقوم به تنظيم الدولة الإرهابي في كل من سوريا والعراق. يتم تدريب هؤلاء الاطفال على استعمال الأسلحة الخفيفة والقفز فوق الألغام في معسكرات مخصصة، ثم يُدرجون في دورات غسل دماغ يتعلمون من خلالها المفاهيم “الصحيحة” للمقاومة ويتعهدون باستعدادهم للاستشهاد في سبيل المصالح الإيرانية.

ولكي تحافظ إيران على شرعية تواجدها في كل المؤسسات العراقية فهي تذكِّر جيرانها مرارا وتكرارا ببطولات وأمجاد مزعومة كثيرا ما تشمل مساهمتها في هزيمة داعش. فهاهي، وفي اختراق سافر لسيادة العراق، تنهى وتأمر وتدعم حكومات مركزية من عراقيين يعتقدون ان مصلحة ايران هي مصلحتهم سياسيا وفكريا واقتصاديا. لكن إيران تريد أكثر من ذلك، تريد توسيع نفوذها على العراق كي تستغل البلد كمنطقة استراتيجية للعبور إلى باقي دول المنطقة، وهي تعمل على ذلك بكل تأكيد.

يبدوالأمر مقلق جدا! فقد يكفينا أن ننظرإلى اليمن والعراق ولبنان وسوريا حيث زرعت ايران ميليشياتها وجندت أطفالا لخدمة مصالحها لنعرف مآل الدول التي تسمح للحرس الثوري الإيراني بالتدخل في شؤونها. وطالما أنه لا رادع لإيران، فهي ماضية في تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة.