• الجمعة. ديسمبر 20th, 2024

الحركات المتطرفة تحاول ابتزاز المدنيين في شمال-شرق سوريا

بالرغم من الهزيمة النهائية للخلافة المزيفة في شمال-شرق سوريا، تحاول جيوب داعش زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عبر ابتزاز المدنيين في أكثر من موقع في تلك المنطقة. 

وتحاول تلك الجيوب ابتزاز الأهالي تحت ذرائع مزيفة كثيرة مثل إجبارهم على دفع مبالغ مالية تحت مسميات وهمية كثيرة وأشهرها “الزكاة” أو الإتاوات والتي ترافقها أساليب تهديد متنوعة لزرع الخوف في نفوس المواطنين ومنعهم من إبلاغ السلطات المحلية.

تستمر خلايا التنظيم في محاولاتها لجمع الأموال من المواطنين في شمال-شرق سوريا أما بشكل صريح كـ”إتاوات” أو تحت ذريعة “الزكاة” لدولة الخلافة المزيفة. وقد تعرض مواطن من ريف دير الزور الغربي، في 23 من نوفمبر الماضي، لإطلاق نار مصدره شخصان من خلايا داعش كانا يستقلان دراجة نارية. وجاء إطلاق النار هذا بعد تهديد التنظيم لهذا الشخص الذي يملك محمصة قهوة في المنطقة بدفع “الزكاة” لعناصر التنظيم لضمان سلامته الشخصية. وفي سبتمبر الماضي، فتح مسلحان من داعش يستقلان دراجة نارية النار على محلات مواطن في مدينة الشحيل شرق- دير الزور للضغط عليه بهدف إرغامه على دفع مبلغ “الزكاة” المزعوم. وفي نفس الشهر، استهدف مسلحان مجهولان من أفراد خلية تابعة لداعش بقنبلة يدوية منزلاً في بلدة ذيبان- ريف دير الزور الشرقي، لعدم دفع صاحبه مبلغ “الزكاة الإجبارية” والذي يملك محلاً لبيع الموبايلات.

يعيش سكان ريف دير الزور الشرقي في حالة تهديدات مستمرة، مصدرها جيوب داعش بهدف جمع المال عبر فرض إتاوات على المدنيين مع إيقاع أقسى العقوبات في حالة إبلاغ السلطات. تعرض محمد، أحد العاملين في الاستثمار النفطي في دير الزور، للابتزاز من قبل خلايا التنظيم بعد أن وصلته رسالة تطالبه بمبلغ 2000 دولار شهريا كضريبة لما يسمى “بيت مال المسلمين”. بعد تردده في دفع المبلغ أو إبلاغ السلطات، بدأت تصله رسائل تهديد بالقتل وأخرها رسالة مختومة بختم التنظيم تم تعليقها على سيارته. أضطر محمد إلى دفع المبلغ لكن رسائل التهديد لم تتوقف وبدأت بمطالبته دفع المبلغ كل شهر ولعدم تنفيذه هذا الطلب، ألقى عناصر التنظيم قنبلة صوتية على منزله كرسالة تحذير. وبعد يومين آخرين، استهدفوا مجال رزقه في الاستثمار النفطي فأضطر إلى الدفع مرة ثانية مع تهديد واضح بالقتل إذ أبلغ السلطات. هذه الضغوط دفعت محمد إلى ترك الاستثمار النفطي بهدف ضمان سلامته وسلامة عائلته والابتعاد عن التهديدات والابتزاز. فهد، أحد تجار المواشي ومربي الأغنام من ريف دير الزور الشرقي، من الذين تعرضوا للتهديدات والابتزاز يقول: “تلقيت رسالة نصية في بداية العام الحالي، تفيد بفرض دفع مبلغ ألف دولار أو تسليم عشرة رؤوس من الأغنام كجباية مالية”. أضاف فهد: “في البداية، ترددت وعارضت هذا الطلب، محاولا شرح أن هذا المبلغ ليس بالهين وأنه فوق طاقتي لكن مع تصاعد حدة التهديدات، لم يكن أمامه سوى الاستسلام للأمر الواقع”.

نفذ عناصر داعش أساليب عديدة في تهديد المدنيين بهدف جمع الأموال منهم حيث قام هؤلاء العناصر بتعليق أوراق مختومة على أبواب منازل الضحايا أو سياراتهم أو عن طريق إرسال رسائل عبر تطبيق الواتساب. دفعت هذه المضايقات عددا لا بأس به من التجار إلى التوقف عن العمل بينما هاجر قسم منهم إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *