هل تسعى جماعة الحوثي كعادتها دائما الى تضليل الرأي العام اليمني في مناطق سيطرتها، والتغطية على فشل ما يسمى بـ “حكومة الحوثيين” المتكرر على كافة الأصعدة، وإخفاء الظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها أبناء اليمن بسببهم، لذلك تراهم لا يتوقفون عن أفعالهم العدائية تلك؟ إذ أقدمت جماعة الحوثي ذراع طهران في اليمن على هجوم ثان إستهدف سفينة “إيتيرنيتي سيز” التي تعود ملكيتها الى اليونان أيضا بعد إستهدافهم لسفينة “ماجيك سيز” الأحد الماضي.

هجومين حوثيين إستهدفا سفن الشحن المدنية في أقل من أسبوع في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بعدد من الزوارق المسيرة والصواريخ المجنحة والبالستية.

يعد الهجوم على “إيتيرنيتي سيز” أعنف وأكثر دموية، بعد أن فقد أربعة بحارة حياتهم وأصيب عدد آخر من أفراد طاقمها بجروح. وبعد تبنيها لهذا الهجوم الدموي وإنتهاكها الصارخ لجميع القوانيين الدولية، إدعت جماعة الحوثي بأنها نقلت المصابين من طاقم “إيتيرنيتي سيز” لأغراض العلاج في اليمن، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فالحوثيون لم يأخذوهم للعلاج وإنما أخذوهم رهائن، لسيتخدموهم كورقة ضغط وإبتزاز لتحقيق بعض المكاسب السياسية كما فعلوا في العديد من المرات السابقة، التي هاجموا فيها السفن التجارية ومنظمات الإغاثة الإنسانية التي كانت تعمل في اليمن كمنظمة الأمم المتحدة.

التصعيد الحوثي الخطير جدا في البحر الأحمر قوبل بتنديد وإستنكار يمني ودولي، حيث وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني هذا الهجوم بأنه “إعتداء إرهابي” يكشف إلحاح جماعة الحوثي على المضي قدما في تهديد أمن الطاقة وإمدادات الغذاء وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الذي يعد واحدا من أهم الممرات المائية في العالم. وأشارت بعض الأنباء عن محاولة ميليشيا الحوثي قرصنة السفينة، لكن طاقمها الأمني قاوم الحوثيين ورد بأطلاق النار عليهم، الأمر الذي دعا الجماعة الى إستهدافها بكل وحشية مستخدمين الصواريخ والزوارق المسيرة.

الأعمال والأنشطة العدائية التي تنفذها جماعة الحوثي لا تخدم إلا مصالح النظام الإيراني الذي مازال همه الأول والأخير، زعزعة أمن وإستقرار المنطقة وتهديد الملاحة الدولية وخلق بيئة غير آمنة لليمنيين، الذين ذاقوا الويلات بسبب الحروب التي إفتعلتها جماعة الحوثي، ولا يريدون أن يتورط اليمن في الصراعات الأقليمية مرة أخرى. بدلا من تنفيذ أجندة خارجية تستهدف اليمنيين قبل غيرهم، على جماعة الحوثي تهدئة الأمور، والأستجابة لمطالب الحكومة الشرعية والشعب اليمني، التي تدعوا جميع الأطراف لأيجاد حل ينهي معاناة اليمنيين ويوفر لهم حياة كريمة وآمنة.