• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

الحياة تعود إلى الرقة (الجزء الثاني)

يونيو 11, 2024 #سوريا
تستمر المؤسسات العاملة في الرقة في العمل على إعادة الحياة الطبيعية

تستمر المؤسسات العاملة في الرقة في العمل على إعادة الحياة الطبيعية والمدنية عبر توفير الخدمات للمواطنين وفتح فرص عمل جديدة للشباب ودعوة المستثمرين إلى القدوم للمدينة وتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم. بعد أن حولها داعش إلى مقبرة جماعية، قامت المنظمات الإنسانية (بالتنسيق والتعاون مع بلدية الشعب) بترميم حديقة الأطفال في المدينة. تمارس السلطات المحلية في المدينة الرقابة على البضائع وتمنع التلاعب بالأسعار بهدف توفير الأمن الغذائي للسكان كما تدعم هذه السلطات الدعم للسلع الأساسية كالخبز حيث يوجد أكثر من 40 مخبزا في الرقة.
حسب تصريح المسؤول الإعلامي في مجلس الرقة المدني في عام 2018:” على مدار ثلاث سنوات من حكم داعش للرقة، حرمت الفتيات من التعليم تماما، بل حتى الأطفال الذكور كانوا يتلقون تعليمهم في المساجد، فيما تحولت مدارس المدينة إلى مقرات عسكريه أو مواقع للتعذيب”. يتعاون مجلس الرقة المدني مع بلدية الشعب ومؤسسات أخرى محلية ودولية على تسريع عملية إعادة إعمار الرقة والتي تشمل أكثر من جانب كإزالة مخلفات الإرهاب وإعادة تأمين خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي. إضافة إلى ذلك، ترميم المدارس وبناء مدارس جديدة مستمر في المدينة بهدف استيعاب طلاب المدينة وإرجاعهم إلى العملية التعليمية في مرحلة ما بعد داعش.

خلال عهد داعش، تعرضت الكثير من مؤسسات الرعاية الصحية في المدينة وريفها إلى التخريب وسرق الدواعش محتويات هذه المشافي ونقلوها إلى مشاف خاصة أو عيادات تخصصت بعلاج عناصر التنظيم. مشفى الرقة الوطني خير دليل على تخريب الإرهابيين فبعد تحرير المدينة، كانت معظم أقسام المشفى غير جاهزة لاستقبال المرضى لأن الأجهزة الطبية الأساسية كانت خارج الخدمة ولا أدوية متوفرة في صيدلية المشفى. حاليا، هنالك أكثر من منظمة دولية تتعاون مع السلطات المحلية في تنفيذ مشاريع ترميم المشافي القديمة وتزويدها بالتجهيزات اللازمة من أدوية وأجهزة طبية مع خطط حقيقية لبناء مشاف جديدة. بالتعاون مع لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، تعزز منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية في الرقة وضواحيها حيث قامت، بعد تحرير المدينة مباشرة (2017)، بإيصال ” الإمدادات الطبية إلى مستشفى الطبقة الوطني، الواقع شمال غرب مدينة الرقة، حيث زودت المنظمة المستشفى بحوالي 5 أطنان من الأدوية واللوازم الطبية تكفي خمسمئة حالة من حالات الصدمات و37 ألفا للعلاجات الطبية”.

ضمن سعي الإدارة الذاتية لشمال-شرق سوريا لإعادة إعمار المدينة، عادت الحياة مجددا إلى متحف الرقة الذي تعرض لدمار شبه كامل خلال فترة حكم داعش والذي تعرض لعملية نهبٍ كبيرةٍ من قبل عناصر التنظيم إذ سُرقت قرابة 7000 قطعةٍ ومخطوطةٍ أثريةٍ من عصورٍ مختلفة. خلال عهد داعش المظلم، تعرض المركز الثقافي في المدينة إلى عمليات سرق لمحتوياته ومنها مكتبته الثرية التي تضم أكثر من 60 ألف كتاب تمتد تواريخ بعض كتبها إلى ستينيات القرن الماضي. حارب التنظيم الإرهابي الثقافة والمثقفين وفرض عليهم الدخول في “دورات شرعية” وحرق الكتب ومنع الموسيقى والرسم وباقي النشاطات الثقافية الأخرى. وظف داعش قاعات وغرف المركز لتخدم أغراضه الخاصة فقد حول القبو والطابق الأرضي إلى محكمة متخصصة بأمور الزواج والطلاق وملحق بها سجن كما ورد في شهادات الأهالي. بعد تطهير المدينة من داعش، اختار مجلس الرقة المدني في عام 2019 مبنى متضررا نسبياً وأعاد ترميمه ليكون مقراً لـ “مركز الرقة للثقافة والفنون” و”الذي يتألف من طابقين، الأول يضم قاعة المسرح وصالة معرض للرسومات والمنحوتات ومكاتب مخصصة لأقسام أخرى، أمام الطابق الثاني فيضم المكتبة الكبيرة برفوفها المليئة بالكتب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *