في الذكرى السابعة لتحرير مدينة الرقة من طغيان داعش، نظم المجلس التنفيذي في المدينة احتفالية شارك فيها مسؤولون من الإدارة الذاتية وقياديون من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وممثلون عن التحالف الدولي وشيوخ عشائر ووجهاء المدينة والمئات من الأهالي.
بعد الوقوف دقيقة صمت استذكاراً لشهداء قسد الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير المدينة، تم إلقاء عدة كلمات منها خطبة سوار الرقة، القيادي في مجلس الرقة العسكري، الذي أكد على “أهمية هذا اليوم على الصعيد السوري والعربي والعالمي”. أضاف السيد سوار في كلمته: “أن مدينة الرقة، في هذا اليوم الأغر، قد استعادت هويتها وثقافتها وأصالتها وتنفس أهلها الصعداء وحصلوا على حريتهم بعد أعوام الإرهاب وأن لهذا اليوم مكانة عالمية لأنه جنّب العالم خطر إرهاب تنظيم داعش”. تضمنت الاحتفالية تكريم مجلس الرقة المدني والمجلس العسكري في المدينة وفعاليات فنية احتفت بقصص البطولة التي سطرها أعضاء قسد في معركة تحرير الرقة في يوم 20 تشرين الأول / أكتوبر من عام 2017 وتكللت بالهزيمة النهائية لداعش.
بالتنسيق والتعاون مع التحالف الدولي، أطلقت قسد في السادس من حزيران/ يونيو 2017 عملية عسكرية واسعة النطاق هدفت إلى تحرير مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش الإرهابي وعاصمة خلافته المزيفة وقتها. ومثلت تلك المعركة الفصل الأخير من حملة “غضب الفرات” التي أطلقتها قسد وبمشاركة 30 ألف مقاتل بهدف تحرير كامل منطقة الرقة وريفها. لجأ الدواعش إلى أساليب رخيصة هددت حياة المدينة كاحتجاز المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية من أجل عرقلة تقدم مقاتلي قسد في أحياء المدينة. قاتلت قوات سوريا الديمقراطية قتالا بطوليا وقدمت 655 شهيداً في هذه المعركة التي استمرت لـ 134 يوماً وتكللت بالنصر في العشرين من أكتوبر من عام 2017. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في حينها بيانا رسميا بهذه المناسبة قالت فيه :” نهنئ الشعب السوري وقوات سوريا الديمقراطية على تحرير الرقة. وتفخر الولايات المتحدة بقيادة التحالف الدولي المكون من 73 عضواً والذي دعم هذا الجهد الذي أسفر عن انهيار ما يسمى بالخلافة في العراق وسوريا. ما زلنا بعيدين عن النقطة التي ينتهي فيها عملنا ولكنّ تحرير الرقة معلم حاسم في المعركة الدولية ضد داعش ويؤكد على نجاح الجهود الدولية والسورية الجارية لهزيمة هؤلاء الإرهابيين. لا يمكن أن ننسى أنّ هذا الإنجاز قد تحقق بتكاليف عالية كبد قوات سوريا الديمقراطية خسائر كبيرة طيلة العملية، ونحن ننضم إليهم في الحداد على الأرواح المفقودة.”
بعد تحرير المدينة، دخلت قسد في مرحلة التخلص من آثار داعش وفي مرحلة إعادة الخدمات وبناء ما خربه الإرهابيون. استمر التعاون بين قسد والتحالف الدولي، في هذه المرحلة، والذي أثمر عن دعوة منظمات دولية وخبراء بهدف تطهير المدينة من الألغام التي تركها الإرهابيون ورائهم وإعادة الخدمات الأساسية التي تهم الحياة اليومية للسكان كالكهرباء ومياه الشرب وشبكات المجاري وتعبيد الطرق وإعادة تأهيل المشافي وبناء مشاف جديدة وإدخال معدات طبية وأدوية كي يحصل سكان المنطقة على رعاية صحية أفضل بعد أن حرمهم منها داعش لعدة أعوام.