تقول بعض الإحصائيات على أن 80% من صادرات الكبتاغون تخرج من سوريا. بسبب سيطرة وانتشار الميليشيات الإيرانية هناك، ورغبتها في تأمين مواردها المالية لتمويل مشاريعها التوسعية والعدائية ضد دول المنطقة، لجأت هذه الميليشيات لتجارة المخدرات فأغرقت سوريا بالحشيش والكبتاغون، وصارت تزرع وتُصنع وتُهرب محليا من جل المحافظات السورية، نخص بالذكر في هذا المقال الجنوب السوري. فماذا يحدث هناك؟

يتخذ حزب الله اللبناني من محافظتي درعا والسويداء بوابة لترويج الكبتاغون وغيره من المخدرات وذلك لموقع المحافظتين الاستراتيجي كونهما أولا قريبتان من معاقل حزب الله والمناطق التي يسيطرعليها، وثانيا كونهما تشتركان في الحدود مع الأردن حيث تتدفق شحنات التهريب بشكل مستمر. استغل الحزب حالة عدم الإستقرار التي عانت منها محافظة درعا منذ العام 2018، فأوجد العشرات من مصانع الكبتاغون، بل واجتاحت مكابس صنع الكبتاغون في المحافظة حتى المنازل وصارالبعض يُصنع في بيته بآليات بدائية بتراخيص وموافقات من عناصر تابعة لحزب الله اللبناني.

وفي السويداء أيضا ضُبطت معامل لتصنيع الكبتاغون، فغضب الأهالي وانتفضوا وطالبوا حزب الله بالمغادرة، إذ اعتبروه هو المُصنع والمُروج لتجارة الكبتاغون المرفوضة هناك. ولعل الرفض القاطع لترويج الكبتاغون وتصنيعه في هذه المحافظة يتجسد في ماقام به أهالي السويداء، بحضور وجهاء دينيين وقيادات بارزة، حين أتلفوا حوالي 200 ألف حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى الأردن و من ثم إلى دول الخليج.

إن تسأل الناجين من إدمان الكبتاغون، يخبرونك بما لا يعد ولا يحصى من المشاكل الجسدية والنفسية والإجتماعية التي ورطهم بها المخدر. سبب خطورته، حسب خبراء، تكمن في كون تصنيعه لا يخضع لمعاييرمحددة. فالمواد الكيماوية التي يتكون منها قد تختلف من حبة لأخرى ومن صانع لآخر. ومادام حزب الله باق في سوريا، فآفة الكبتاغون هي أيضا باقية هناك.